قصص للأطفال اغتنمها من أجمل ما يكون
إن أطفالنا هم فلذة أكبادنا نفعل المستحيل من أجل توفير كل ما هو أفضل لهم ومن أجل مستقبل مزهر باسم لهم؛ تساعدنا قراءة القصص لهم على فعل كل ذلك وأكثر ولكن كل ما علينا فعله هو انتقاء الأفضل من بينهن دائما وسرده بطريقة مثلى من أجل أن يتذكرها أحبابنا الصغار دائما بطريقة كأنها قد نقشت على حجر والتصقت بعقولهم الصغيرة.
القصــــــــــــــــــــــــة الأولى:
بيحكوا إن زمان، كانت فيه غابة كبيرة وجميلة أوي، وكانت عايشة فيها الكائنات كلها بسلام وسعادة، كانت الأشجار فيها خضرا وزاهية، والورد بيلمع بألوانه المنورة، أما الطيور فكانت بتغني أحلى الألحان طول الوقت، جوه الغابة دي، كل كائن كان له دور بيعمله، وكل واحد كان بيحترم دور التاني.
في نص الغابة بالظبط، كان فيه نيل (نهر) نضيف وميَّته حلوة، كانت الميَّة بتروي الشجر والنباتات في كل حتة، ميَّة النيل دي كانت بتدي الحياة لأي كائن عطشان، كل الكائنات كانت بتتجمع حوالين النيل ده عشان تشرب وتتكلم وتضحك مع بعض.
وفي يوم من الأيام، كائن صغير في الغابة حس إن دوره مش مهم زي باقي الكائنات اللي حواليه، كان كل يوم بيشوف الحاجات الكبيرة زي الشجر والنيل، فافتكر إن القيمة الحقيقية في الحجم الضخم عكسه خالص، عشان كده قرر إنه يبطل يعمل دوره زي ما كان بيعمل كل يوم.
في الأول، محدش خد باله إنه قصر في شغله، بس مع الوقت، المشاكل بدأت تبان وتأثر على الكل.
ميَّة النيل بدأت تنقص، والشجر بدأ يدبل، وأصوات العصافير والانسجام اللي كان بينهم ما بقاش زي الأول، الكائنات كلها اتجمعت وهي قلقانة وخايفة، وبتسأل: “إيه اللي بيحصل ده؟”
بعد ما اتجمعوا، اكتشفوا إن كل اللي بيحصل ده سببه إن الكائن الصغير بطل يعمل دوره، سألوه على طول إيه السبب، فرد عليهم وعينيه بتدمع: “أنا صغير وضعيف، ماليش أي قيمة، ودوري مش مهم زي أدواركم أنتُم!”
ردت عليه واحدة من كائنات الغابة كانت حكيمة أوي: “دورك مهم جدًا، أنت زيّك زي النيل والشجر الضخم ده، كل واحد فينا في الغابة بيكمل التاني، ولو واحد بس، مجرد واحد، بطل يعمل دوره، كل حاجة جوه الغابة العملاقة دي هتتأثر، زي ما شفنا كلنا، بلاش تقلل من نفسك وبلاش تقلل من الدور اللي بتعمله”.
الكائن الصغير فهم أخيرًا، ورجع تاني يعمل دوره، رجعت ميَّة النيل تجري بقوة، والشجر رجع أخضر وزاهي، والطيور رجعت تغني وتزغرد تاني.
اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال: 3 قصص للأطفال قبل النوم ذات أثر بليغ على صغارك
وأيضا/ 3 قصص للأطفال قبل النوم تعم بالفائدة على الكبار والصغار
القصـــــــــــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــــة:
بيحكوا إنه في قرية صغيرة كده، جالهم ضيف زي العسل، كان ترزي (خياط) شاطر قوي وأستاذ في شغل يده، عرف يكسب قلوب الناس كلهم من حلاوة معاملته وصدق كلامه.
وفعلًا، الشغل نزل عليه زي المطر، والطلبيات كترت من كل حتة، اللي يجرب شغله مرة واحدة ما يعرفش يستغنى عنه أبدًا ولا يروح لحد تاني.
كان كل يوم يستلم شغل جديد، والشغل كان متراكم عليه دايمًا مهما اشتغل وتعب ومهما جاب ناس تشتغل معاه، في كام سنة بس، بقى من الأغنياء بتوع البلد.
في يوم، جاله واحد من أهل القرية بس قلبه كان مليان غِل وحقد على الترزي اللي بقى غني في وقت قصير أوي.
سأله سؤال كده بنية مش كويسة خالص: “أنت دلوقتي بقيت غني، بس أنا مش شايفك بتعمل أي حاجة لفقرا القرية!، ما بتتعظش من جارك الجزار اللي كل أسبوع بيوزع لحمة ببلاش على كل فقرا القرية؟، مش بتعمل حاجة لآخرتك؟!**”
رغم أسلوب الراجل الوقح ده، الترزي ما ردش الإساءة بالإساءة، كل اللي عمله إنه اكتفى بالصمت وقال في سره: “ربنا وحده اللي عالم باللي في القلوب!”
عدّت السنين، والترزي عيِي (تعب شديد قوي) ومات، القرية كلها اكتشفت السر بعد ما مات، لما الجزار بطل يعمل أعمال الخير، اكتشفوا إن اللي كان بيدي الفلوس للجزار ويطلب منه يتصدق بيها على الفقرا كان الترزي، ودي كانت “خبيئة” بينه وبين ربنا محدش يعرف عنها حاجة.
اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال: أحلي قصص للأطفال قبل النوم متنوعة وجديدة