قصص حب

قصص حب بعنوان حب من الصعيد الجواني!

إن الصعيد في مصر معروف بعاداته وتقاليده الراسخة، وفي قلب هذه العادات تكمن قصص الحب التي غالبًا ما تكون مليئة بالتحديات والصراعات، لكنها تظهر أيضًا عمق المشاعر وقوة الروابط.

هذه القصص قد تكون واقعية وربما كانت مستوحاة من الواقع، ولكنها في كل الأحوال تعكس طبيعة الحياة الصعيدية.

 القصـــــــــــة:

يحكى أنه في قرية من قرى الصعيد الجواني، حيث النخيل يحيط القرية بأكملها من كل الجهات علاوة على جبال الرمال الذهبية التي تسر الناظرين، عاشت “نورا” ولم تكن مجرد فتاة حسناء وحسب، ولكنها كانت تمتلك روحًا حرة أبية، وعينين تبرقان بذكاء وفطنة قلّما تجدها في غيرها من الفتيات، وكيف لا تمتلك ذلك وهي ابنة شيخ القبيلة التي تُعرف بقوة رجالها وصرامة وتعظيم تقاليدها.

وعلى الجانب الآخر في قرية مجاورة نشأ “عمار” وهو شاب وسيم ذو بأس وقوة، شاب يُضرب به المثل في الشجاعة والفروسية، وقد كان “عمار” فارس قريته، ووريث عائلته التي كانت تربطها علاقات عدوانية قديمة، وأحيانًا متوترة بآل “نورا” وأهلها.

وكان للقدر رأي آخر، فقد كتب أول لقاء بينهما في سوق القرى الكبير، حيث كانت تتجمع الناس أجمعين من كل العائلات لعملية البيع والشراء، ولم يكن لقاءً عاديًا فقد كانت “نورا” تساعد نساء قريتها في بيع المنسوجات بأسعار عالية، بينما كان “عمار” يتفقد فرسه، شاءت الأقدر وجمعت بينهما، إذ تعثرت “نورا” وأسقطت سلة التمر من يدها، فتناثرت حباتها على الأرض جميعها.

وبسرعة فائقة وبشكل بديهي ودون أن يفكر ولو طرف البصر مد “عمار” يده ليساعدها على جمع حبات التمر، فالتقت عيناهما في لحظة صمت طويلة، كانت نظرة واحدة كافية لتزرع بداية العشق في قلبيهما.

ولكن ما نخشاه جميعنا أن العشق في الصعيد لا ينمو على أرض بسهولة؛ فالتقاليد بشأن الزواج في الصعيد تتعثر بين العائلات والتحالفات، وربما كانت ضغائن قديمة، كل هذه المعاضل تكون كجبال شاهقة تعترض طريق العاشقين.

عندما تقدم “عمار” لخطبة “نورا”، واجه رفضًا قاطعًا من والدها، كما كان متوقعا من أهله تماما، فكيف لنورا ابنة شيخ العائلة أن تتزوج من غريب، ومن عائلة غير عائلتها؟!” كان السؤال الذي تردده الألسنة.

وكان شيخ القبيلة أباها قد أعطى كلمة لابن عمها بزواج ابنته به، وابن عمها رجل قوي وله وضعه بين العائلة، ووعد أبوها كان منذ ولادتها، لا تتعجبوا هذه أيضا من عادات وتقاليد الصعايدة وأمر طبيعي للغاية.

لم تيأس “نورا” ولم تجعل لليأس سبيلا عليها، كانت تعرف قلب والدها الصلد جيدا ولكنها كانت أيضا تثق في حبها، لذا تعمدت أن تقابل “عمار” من دق قلبها لأجله وحسب في محاولة منها أن تعزز وضعها وأنها رضية عن زواجها منه، ولا رجل غيره، وبالفعل فعلت ما أرادت وما خططت له، ولسوء حظها وصلت الأنباء لابن عمها، ابن عمها الذي كان يرى في “نورا” ملكًا له وحكرا عليه وحسب.

وقد اشتعلت نيران الغيرة في قلبه، وتعهد بأن لا يفرق بينه وبينها إلا الموت، تفاقمت الأوضاع وأراد ابن العم أن يشعل فتيل الثأر بين العائلتين إذا لم يتم زواجه من “نورا”، أيقن “عمار” بالخطر الحقيقي الخطر المحتوم يحدق بحبيبته، فقرر أن يتخذ خطوة جريئة.

وفي ليلة وقد اشتد الظلام فيها وتأخر الوقت، تسلل إلى منزل شيخ العائلة وتحدى الجميع، وطلب يد “نورا” أمامهم وأعلن استعداده التام لمواجهة أي عقبة؛ فوجئ والد “نورا” كبير العائلة بشجاعة “عمار”، وعلى الرغم من إجابه الشديد بشخصيته داخل نفسه إلا إنه أيضا لم يتنازل عن قراره.

توجب عليه أن يحفظ هيبة عائلته، وفي تلك اللحظة تدخلت “نورا” ولم تترك “عمار” يواجه الموقف وحيدا، ووقفت إلى جانبه، ونظرت إلى والدها وأعلنت أنها لن تتزوج إلا من اختاره قلبها، وأنها مستعدة أيضا لمواجهة كل العواقب مثله.

وأمام إصرار العاشقين وشجاعة “عمار”، وحكمة بعض كبار العائلات الذين تدخلوا بدورهم لتهدئة الأوضاع، وافق والد “نورا” على زواج ابنته بعمار على شرط واحد: أن يثبت جدارته، ولم يكن شرطًا سهلًا البتة، بل كان تحديًا صعبًا يتطلب منه أن يمر باختبارات الشجاعة والرجولة التي يحددها كبار العائلات.

وقد اجتاز “عمار” كل الاختبارات ببسالة تفوق الوصف، وأظهر من صفات الرجولة التي يتحلى بها ما أذهل الجميع بمن فيهم ابن عمها، وفي النهاية رضخت العائلتان لقوى الحب الصادقة، وتزوج “عمار” بنورا بحفل زفاف مهيب جمع القريتين.

هل ترغب في سماع قصص أخرى، أم لديك فضول حول جوانب معينة في الحياة الصعيدية؟

اقرأ مزيدا من قصص حب من خلال:

قصص حب بعنوان وعلى الرغم من كل شيء تبقى لي أجمل قدر!

وأيضا/ قصص حب بعنوان رب صدفة خير من ألف ميعاد

قصص حب حزينة بنهاية مؤلمة بعنوان أحببتها عمرا

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى