3 قصص وعبر للصغار غاية في الروعة
إن قصص وعبر للصغار هي شكل تقليدي من أشكال رواية القصص، إذ أنها تحكى للطفل وهو في سريره ليستعد للنوم.
وقصص أطفال اعتبرت على مدى طويل من الزمن وسيلة تأسيس واضحة في العديد من الأسر، سرد قصص أطفال قبل النوم تعود بفوائد عديدة للأهل وللأطفال أيضا؛ فالروتين الثابت من رواية القصص قبل النوم يمكنه أن يحسن من تقدم عقل الطفل أثناء نموه، كما أنه يعمل على تعزيز العلاقة بين الآباء والأبناء.
أولا/ قصة “مكيدة البئر”:
يُحكى أنه في إحدى الواحات، كان هناك رجل صالح يتسم بأجمل الصفات وصلاح الأفعال، وكان يُدعى “سعد” قام بحفر بئر ماء عذب، وذلك ليستفيد منه جميع أهل الواحة والغرباء.
ولكن في الجهة المقابلة، كان يعيش جار له حاسد أناني وكان يُدعى “ثعلبة”، والذي كان يرى أن حفر سعد للبئر هو نقص في قيمته هو.
لذا قرر “ثعلبة” أن يقوم بمكيدة ما ليُفسد بها على “سعد” عمله الصالح، وفي يوم من الأيام، انتظر “ثعلبة” غياب قرص الشمس تماما عن السماء، ثم ذهب إلى البئر في جنح الليل البهيم وألقى فيه سما خبيثاً ليُفسد ماءه، ويظن الناس أن البئر قد نضبت بركته!
وفي صباح اليوم التالي باكرا، خرج الناس ليرتووا من البئر ويقضوا كل حوائجهم من مياهه، ولكن “ثعلبة” سبقهم إلى البئر، ووقف عنده يمنعهم من الاقتراب منه، قائلاً: “لا تقربوا!، لقد رأيت في الحلم أن هذا البئر سيجلب لكم شراً مستطيرا، عودوا إلى بيوتكم ولا تقربوا من مياهه”.
وبالفعل خاف الناس من قوله، وصدقوه لتظاهره بالخوف عليهم والقلق الواضح من حديثه، وفي مساء نفس اليوم، عاد ثعلبة إلى البئر ليتأكد أن الماء قد تسمم فعلاً قبل أن يدفن البئر، وبينما كان يمد يده ليتذوق الماء بطرف لسانه ويتأكد من تغير مذاقه، زلت قدمه وسقط في البئر المسموم!
فمات “ثعلبة” الماكر على الفور، وحين اكتشف الناس ما حدث، تفاجأوا بأن الماء لم يتسمم، فلطالما كان “سعد” الصالح يحرص على تنظيف البئر يومياً، إذ كان يسكب الماء النقي فيه من عين أخرى صغيرة يمتلكها وحده، وبذلك يحافظ على الدوام على تجدد الماء بالبئر وعذوبته.
أيقن الناس جميعا أن مكيدة الحاسد تنقلب عليه، وأن الخير لا يُفسده حقد مهما بلغ الحقد، وأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله.
اقرأ لصغارك أيضا: قصص أطفال قصيرة وملهمة وذات عبرة للصغار
ثانيــــــا/ قصة “المتآمر والجسر الذهبي”:
يُحكى أنه في مدينة اشتهرت بالجمال والحرف اليدوية، كان كل سكانها مبدعون بشتى أنواع الأعمال والحرف اليدوية، ومن بينهم كان هناك صانع مجوهرات ماهر يُدعى “أبو النصر”، والذي ذاع صيته بين الملوك لبراعته في صياغة الذهب الخالص بأشكال فائقة الجمال.
وقد نال محبة الناس وثقتهم جميعا، كان له جار يُدعى “مكاوي”، والذي كان حاسداً لئيماً يتمنى زوال نعم جاره ورحيله من الحياة بأكملها.
وفي يوم من الأيام، كلف ملك المدينة صانع المجوهرات بصناعة جسر صغير من الذهب الخالص يضعه على مائدة الطعام الخاصة به للزينة والتفاخر، وطلب الملك من “أبي النصر” أن يأتي إليه بثلاثة من الصناع المهرة ليشهدوا على جودة الصنع، فاصطحب معه اثنين من العارفين، وألحق بهما “مكاوي” جاره الذي كان يتلصص عليه من الأساس.
وما إن انتهى “أبو النصر” من صنع الجسر، وذهب ومعه الشهود الثلاثة (ومن ضمنهم مكاوي) إلى قصر الملك، على الفور ودون تردد تحدث “مكاوي” إلى الملك قائلاً: “يا مولاي، إن أبا النصر جاري وماهر في كل أعماله، غير أنه يغش في صياغة الذهب، وبكل أعماله يدعي أنها صنعت من الذهب الخالص، فيما أنه يطليها بقشرة رقيقة وحسب!”.
فسأله الملك: “وكيف عرفت ذلك؟!”
فرد عليه قائلاً: “يا مولاي، لقد جربت صياغة قطعة صغيرة بنفسي لأتأكد، ففشلت، وعلمت أن ذهبه ليس خالصاً وإنما به شيئا كبيرا من النحاس”.
ابتسم الملك، وأمسك بالجسر، ثم قال لمكاوي هذا: “لقد أثبت لي صدق ما قاله لي منصور من قبل”. سأله عطارد باستغراب: “وماذا قال لك يا مولاي؟”
أجاب الملك: “أتعلم حينما أمرت أبا النصر بصنع الجسر، حذرني من الحاسد الذي يحاول أن يقلد ما هو أنقى منه بجهل، نصحني قائلا إذا رأيت من يحاول جاهداً تقليد عملك بماله أو جهده ثم يفشل، فاعلم أنه ينظر إلى نجاحك بعين الحقد والشك”.
أدرك “مكاوي” في لحظتها أن نيته الخبيثة قد فضحته وحسد نفسه بات واضحا على أفعاله؛ فلقد اعترف بنفسه أنه حاول تقليد الذهب الخالص وفشل!
وأيقن الملك أن الحاسد لا يرى في نجاح الآخرين إلا عيباً يحاول أن يُلصقه بهم ليُبرر فشله هو، فكافأ الملك صانع المجوهرات على فطنته وصدقه، وعلم جاره أن نية السوء هي أول ما يخون صاحبها ويفضحه مهما حاول جاهدا إخفاء الأمر!
اقرأ أيضا/ قصص أطفال قبل النوم عمر 3 سنوات بعنوان شجرة التفاح وشجرة الزيتون











