3 قصص للأطفال من أجمل ما يكون
اسمح لنا أيها الأب وأنتِ أيتها الأم في سؤالكِ عن آخر مرة جلست بجوار طفلك الصغير وقرأت له قصة قبل النوم وانغمست في ذلك؟!
من المؤكد سيكون الجواب أنه من فترة طويلة الأمد، وربما يكون الجواب أبدا!، جميعنا يعلم أنه في ظل هذه الأيام التي نعيشها والتي بدورها مليئة بضغوطات الحياة، وساعات العمل وتسارع الزمن بكل تأكيد، وبالطبع ولا يمكننا تجاوزه على الإطلاق إدمان الأدوات التكنولوجية، وبالتالي تأتي ضرورة سرد قصة لطفلك في مكان مفقود للغاية غالبا.
ولكن دعينا نسدي إليكِ نصيحة ثمينة، إن كل ما نفعله بهذه الحياة وكل تعبنا بها من أجل صغارنا من أجلهم ولأجلهم وحسب، فكيف لنا أن نتركهم في عمر كهذا؟!
لذا اغتنمي قصص للأطفال ولاسيما المفيدة منها لإفادة صغارك بقليل من الوقت.
القصـــــــــــــــــــــــــــــــة:
في يوم من الأيام وبإحدى الغابات البعيدة يحكى أنه كان يوجد ذئب، وقد كان في ذلك الوقت يتضور من شدة الجوع، كاد جوعه يفتك به فتكا، وعلى الرغم من جده وتفانيه في البحث عن أي طعام يسد جوعه ورمقه بكل أنحاء الغابة إلا إنه لم يجد شيئا، لم يعد أمامه خيارا سوى الذهاب إلى القرية والتي كانت تعتبر قريبة شيئا ما من الغابة، وأول شيء يجده بالقرية يأكله ليتمكن من صلب طوله.
وعلى الرغم من تقفده للقرية إلا أنه لم يصادف شيئا على الإطلاق إلا إنه صادف كلبا سمينا للغاية بالكاد يستطيع السير على أقدامه، فاقترب الذئب منه وأراد أن يعرف شيئا واحدا راوده فضول عجز عن دحره عن دماغه…
سأل الذئب الكلب قائلا: “هل لك أن تخبرني كيف أنت بهذه الوسامة أيها الكلب السمين؟!”
سعد الكلب كثيرا بسؤاله: “بكل تأكيد يمكنني إخبارك وستجد فيها نصيحة لك لأنني ألاحظ كونك هزيلا، إنني أنال كميات وفيرة من بقايا الطعام في كل يوم، والتي تحتوي على الكثير من اللحم والخبز الشهي؛ علاوة على سيدي الذي يلعب معي يوميا فننال سويا الكثير من أوقات المرح”.
فسأله الذئب بتعجب: “ولكن كيف يمكنني أن أصبح مثلك أيها الكلب الوسيم؟!”.
فأجابه الكلب على الفور: “بكل تأكيد يمكنك فعل ذلك وبكل سهولة أيض، ولن تعاني من أي تعب أو حتى كد إطلاقا، سلن تفعل إلا شيئا ألا وهو القيام بحراسة منزل سيدك، وتفعل كل ما يمليه عليك من أوامر”.
بدا على الذئب عدم الرضا ولا تقبل ما يقوله الكلب، فاقترب منه وسأله: “ولكن عليك أن تخبرني أولا ما هذه العلامة التي حول رقبتك والتي تتسبب في منع نمو الشعر بها؟”
فأجابه الكلب قائلا: “إنها ليست بالشيء المهم على الإطلاق، ولكني سأخبرك إنها علامة القيد الذي يضعه سيدي حول رقبتي”.
الذئب باستنكار: “أيقيدك سيدك؟!”
الكلب بهدوء: “بالطبع، يفعل ذلك بكل وقت”.
فسأله الذئب: “وهذا القيد يمنعك من الركض والذهاب بعيدا؟!”
الكلب: “يمنعني القيد من الجري بالطبع، ولكني أجري عندما يأمرني سيدي بهذا”.
استنكر الذئب الأمر كله، لقد تأثر ومن شدة تأثره عاد بضعة خطوات بقدميه للخلف في إشارة لرفضه الأمر برمته، وقال قبل رحيله للكلب: “وتبيع حريتك ببقايا طعام؟!”
رد عليه الكلب بهدوء تام: “وماذا في ذلك؟!، ألا يكون أفضل من أن أمكث جائعا هزيلا بلا طعام وبلا مأوى؟!”
فقال له الذئب: “ولكن أيها الكلب ولا أي ثمن بهذه الحياة يغنيك عن حريتك”.
رحل الذئب دون تردد وقد آثر الجوع على فقده لحريته.
القصـــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــــــة:
يحكى أنه كانت هناك فأرة كسولة للغاية، كانت لا تؤثر القيام من مكانها على الإطلاق وتفضل النوم على أي شيء آخر غيره، مر عليها فصل الصيف بأكمله ولم تدخر شيئا خلاله لنفسها ليكون لها زخرا بفصل الشتاء.
قضت فصل الشتاء بأكمله وهي جائعة تتسول من الحيوانات من حولها حتى تنقذ نفسها من الجوع الذي كاد يفتك بها؛ وعندما انتهى فصل الشتاء قررت أن تزرع شيئا ولكن كان عليه أن ينمو بسرعة لأنها لا تريد الكثير من الجد والعمل، تريد محصولا بأقل مجهود وأفضل حصاد ممكن.
كانت غير صبورة، كانت تأمل أن تجد الحبوب خرجت من الأرض من تلقاء نفسها، في البداية اختارت زراعة البطاطس، ولكنها وبعد زراعتها بالأرض تذكرت أن الأرانب تزرع الجزر، واعتقدت من نفسها أن الجزر ينمو بسرعة فائقة فاقتلعت جذور البطاطس وزرعت بدلا منها الجزر.
وما إن انتهت من الزراعة للجزر، تذكرت أن البقرة حينما زرعت حبوب الذرة نمت بسرعة أكثر من الجزر، على الفور اقتلعت الجزر من جذوره بعدما نمى قليلا وزرعت بدلا منه الذرة، وبعد كل هذا وذاك وبعد كل هذه القرارات لم تكن لتشعر بالرضا أيضا.
هبت ريح عاصفة اقتلعت للفأرة الكسولة الذرة من جذورها ولم تنجح في زراعتها، ومن جديد حل عليها فصل الشتاء وبسبب كسلها وعدم تحليها بالصبر لم تجمع له شيئا!
اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال:
3 قصص للأطفال بعمر 10 سنوات مليئة بالعبر والفائدة