3 قصص أطفال غاية في الإبداع بالعامية المصرية
إن قراءة القصص تساعد الطفل على فهم مشاعره والتعبير عنها، إلى جانب فهم مشاعر الآخرين واستيعابها والتفاعل معها، وتوجيه علاقته بأفراد أسرته، وبناء شبكة علاقات مع الناس من حوله، وتعزيز قدراته التواصلية والتفاعلية معهم.
وقصص أطفال يسهم في تعزيز نضج الطفل اجتماعياً ونفسياً، وبناء منظومة الذكاء العاطفي لديه، التي تمكنه من التكيف مع مجتمعه بصورة ناجحة في المستقبل، وبناء علاقات صحية مع من حوله.
أولاً/ قصة (ربنا شايفنا):
في يوم من الأيام، في قرية من القرى راح شيخ عشان يعرف أخبار طفل صغير صيته ذاع مؤخراً إنه ذكي وبيخاف ربنا في كل حاجة بيعملها.
الشيخ ده كان معاه طفلين تانيين، ولما وصل الشيخ للقرية، سأل على الولد ده، فقالوا له إنه في الجامع بيصلي، فاستناه لحد ما يرجع.
لما الطفل رجع وخلص صلاته، لقى الشيخ قدامه مستنيه عشان يقوله على مسابقة هيعملها لهم هما التلاتة، واللي هيكسبها هيبقى هو الأذكى فيهم كلهم، قام الشيخ الحكيم ده مدي كل واحد فيهم تفاحة وطلب منهم ياكلوها، بس الشرط الوحيد إن مفيش ولا واحد يشوفهم وهما بياكلوا التفاحة.
الولد الأول والتاني رجعوا بعد ما كلوا التفاحة، لكن طفل القرية ده قعد وقت طويل، وفي الآخر رجع ولسه التفاحة في إيده زي ما هي.
ولما الشيخ سأله ليه منفذش طلبه، رد الولد وقال: “يا شيخي أنا دورت كتير أوي، بس ما لقتش مكان آكل فيه التفاحة من غير ما ربنا يشوفني، ربنا شايفني في كل حتة وفي أي وقت”.
الشيخ الحكيم عجبه أوي ذكاء وفطنة وخوف الولد الصغير من ربنا، وتنبأ له بمستقبل حلو أوي وحال أحسن مع ربنا.
اقرأ أيضــــــا مزيدا من قصص أطفال من خلال: 3 قصص أطفال من أجمل ما يكون لا تفوتهم على صغارك
ثانياً/ قصة الأعرج والأعمى:
في يوم من الأيام، صدف إن فيه راجل أعرج وواحد تاني أعمى اتقابلوا عند ترعة صغيرة فيها مية، هما الاتنين ما يعرفوش بعض، بس الظروف جمعتهم، وهي إن كل واحد فيهم كان عايز يعدي المية دي عشان يوصل للناحية التانية من الترعة.
فاستعان كل واحد بالتاني، جت في بال الأعمى فكرة إن رجله تكون رجل الراجل الأعرج، يعني يشيله على ضهره، والراجل الأعرج يبقى هو عينيه، عشان يعدوا سوا للناحية التانية في سلام وأمان.
الراجل الأعرج ده كان فقد رجله وهو صغير، واتعود على الحياة من غيرها، وبعد فترة بقى بيستخدم رجل صناعية خشب عشان يعتمد عليها شوية بشوية في المشي والشغل، بس ما عرفش يعدي بيها المية عشان هي خشب.
والناحية التانية، الراجل الأعمى اتولد كده، بس حمد ربنا ومزعلش من قضاءه خالص، كان دايماً شايف إن ربنا أخد منه نعمة البصر، بس عوضه بنعم تانية كتير قوي ما تتعدش ولا تتحصى.
ثالثاً/ قصة في قمة الروعة عن الأمانة:
كان فيه طفل صغير ابن واحد من أغنى الأغنياء، أبوه كان بيديله فلوس كتير قوي عشان يشتري كل اللي عايزه طول يومه الدراسي.
وفي يوم، راح الولد الغني ده المطعم عشان يشتري طبعاً أفخم الأكلات، وهو راجع المدرسة عشان يكمل يومه الدراسي، سمع صوت طفل تاني بينادي عليه، بس ما اهتمش بيه خالص، عشان افتكر إنه شحات من اللي دايماً مش عايزين منه غير الفلوس.
بس الطفل ده جرى بسرعة ولحقه ومسكه من إيده، كان عايز يقوله على حاجة، لكن الولد الغني زعقله بكلام صعب قوي على النفس، فـالدموع نزلت من عين الطفل، وما قالش غير: “ربنا يسامحك يا أخويا، أنا لا عايز منك فلوس ولا أي حاجة، كل اللي كنت عايزه إني أديلك محفظتك اللي وقعت منك في المطعم”.
الولد الغني اتكسف من اللي عمله مع الطفل الغلبان ده، وجرى فتح محفظته لقاها زي ما هي، ما نقصش منها ولا حاجة، قام مطلع مكافأة للولد الأمين ده، اللي رفض ياخد أي حاجة منه مقابل أمانته.
الولد الغني اتعلم إنه ما يحكمش على الناس بسرعة، وإنه يتأنى في حكمه دايماً، وإنه ما يتكبرش باللي ربنا أدهوله من فضل، وإنه يعامل الناس بأخلاق كويسة ولين.
وقال ساعتها للطفل الأمين: “أمانتك دي علمتني درس قاسي مش هنساه في حياتي أبداً: إن الناس معادن، وإنك أنت يا أخويا في الله أغلى وأثمن جوهرة قابلتها في حياتي، ربنا يباركلك”.
ومن ساعتها، بقوا أصحاب، بيتجمعوا مع بعض وبيفترقوا مع بعض، الأهم من كده إن الولد الغني اتعلم من صاحبه الجديد كل تعاليم الدين الصح.










