قصص وعبر

قصص وعبر من الحياة ذات دروس قيمة

يمتلأ موقعنا قصص واقعية بالكثير من القصص المليئة بالعبر والمواعظ.

وهذه النوعية من القصص ذات قيمة فعالة وأثر على حياتنا.

إن لنا في كل قصص نعلمها ونخوضها الكثير من الوعظ، علينا أن نأخذ بما جاء بها، ونبتعد كل البعد عن الأخطاء والمغالطات التي وردت بها.

علينا دوما أن نأخذ بنهج من سبقونا، ونوقن دوما أن الحياة في غاية القصر، وعلينا أثناء انقضاء أعمارنا تحقيق ما يبلغنا غايتنا بالدار الآخرة.

القصــــــــــــــــــــة الأولى:

كان يا ما كان في قديم الزمان، كان فيه واحد عجوز عايش لوحده في مدينة قديمة، العجوز ده كان حاسس بسعادة كبيرة أوي لأنه كان متأكد إنه أتعس واحد على وش الدنيا كلها!

أهالي المدينة كانوا ما بيطيقوش يشوفوه، ولو شافوه كانوا بيجروا منه على طول، ده كله عشان كان دايماً بيجيب الإحباط والنكد للناس، وعمره ما بطل يتذمر ويتكبر، عمره ما كان بيمر عليه يوم من غير ما تشوفه متنكد ومزاجه متعكر.

وكان كل ما بيكبر في السن، كلامه بيزيد قبح وسلبية، لدرجة إن الناس في البلد بقوا يبعدوا عنه على قد ما يقدروا؛ وللأسف، الناس اعتبرته زي العدوى، ومحدش كان بيقدر يحافظ على سعادته وهو جنبه، لأنه كان بينشر الحزن والتعاسة في كل اللي حواليه.

وفي يوم من الأيام، والعجوز كبر خالص في السن، حصلت حاجة غريبة جدًا، وإشاعة عنه انتشرت زي النار في الهشيم، الإشاعة دي كانت غريبة أوي لدرجة إن اللي سمعها مصدقهاش، بس فضلت تتنقل من واحد للتاني من غير ما حد يصدقها بجد!

الإشاعة كانت بتقول إن العجوز ده بقى سعيد! وإنه ما بقاش يتكبر على حد، والابتسامة ما بتفارقش وشه، وإن ملامحه بقت حلوة، الناس اتلمت عند بيته، ما قدروش يصدقوا اللي سمعوه وحبوا يتأكدوا بنفسهم من العجوز، واحد منهم سأله: “ممكن تقول لنا إيه اللي حصل معاك بالضبط؟!”

العجوز رد على كل أسئلتهم وقال: “ما حصلش معايا أي حاجة! أنا قضيت حوالي 80 سنة من عمري وأنا بدور على السعادة وملاقيتهاش خالص! فقررت إني أعيش باقي حياتي من غيرها، وادي أنا دلوقتي بستمتع بحياتي وخلاص، عشان كده شايفني سعيد قدامكوا”.

بعد كده، نصحهم كلهم وقال: “بصوا، ما تدوروش على السعادة من وجهة نظركم، ممكن السعادة تبقى قدام عينيكوا ومش شايفينها عشان انتوا راسمين صورة معينة ليها في خيالكم، استمتعوا باللحظة اللي انتوا فيها وبس، ما تحملوش نفسكم هموم مش هتقدروا تشيلوها، عشان دي هتضعفكوا حبة حبة، وفي الآخر مش هتلاقوا السعادة برضه!”

القصـــــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــة:

يحكى أنه كان فيه أربع طلاب في الجامعة، متفوقين وشاطرين جدًا، والناس كلها كانت بتشاور عليهم من كتر ذكائهم وشطارتهم في الدراسة.

وفي يوم من الأيام، الأربعة دول اتفقوا ياخدوا حظهم من السعادة زي ما هما شايفين، فقرروا يسهروا في حفلة وينبسطوا ويلعبوا، بدل ما يذاكروا.

كانوا عارفين إن تاني يوم عندهم امتحان، ورغم كده، سهروا طول الليل يدوروا على سعادة بتخلص بنكد وندم.

في الصبح، صحيوا ندمانين أوي إنهم ما استعدوش للامتحان، فقرروا إن ما فيش حد هياخد مكانتهم وشهرتهم في الجامعة، عملوا خطة ذكية جدًا، لموا فيها كل ذكائهم وحنكتهم اللي اكتسبوها طول حياتهم، قطعوا هدومهم ووسخوها، وراحوا لمدير الجامعة؛ قالوا له إنهم كانوا في حفلة عند قريبهم، وفي طريقهم للرجوع، حصلت لهم حادثة على الطريق السريع، قالوا له إنهم طلعوا منها سالمين، بس اضطروا يزقوا العربية طول الليل عشان كاوتش منها فرقع. ووضحوا له إنهم تعبوا جدًا، وما ذاكروش كويس، وحتى لو ذاكروا، مش هيستفيدوا حاجة من التعب اللي هما فيه ده.

المدير فكر شوية، وبعدين قال لهم إن ممكن يمتحنوا الأسبوع اللي جاي، ويعوضوا اللي فاتهم، الأربعة فرحوا جدًا، ووعدوه إنهم هيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يكونوا عند حسن ظنه، وشكروه جدًا ووعدوه يذاكروا كويس للامتحان.

يوم الامتحان، راحوا القاعة، قالوا لهم إن عشان هما حالة استثنائية، كل واحد هيمتحن في قاعة لوحده، هما وافقوا، لأنهم كانوا مذاكرين كويس جدًا.

الامتحان كان عبارة عن سؤالين بس، السؤال الأول: ما اسمك؟ والسؤال التاني: أي كاوتش في العربية فرقع يوم الحفلة؟

وطبعًا، انتوا عارفين إيه اللي حصل للطلاب الشاطرين دول في الموقف الصعب ده!

أما العبرة من القصة دي، فهي إن الكدب لو بينجّي، فالصدق بينجّي أكتر، وإن إحنا لازم نتحمل مسؤولية أفعالنا وكلامنا بشجاعة وقوة، وما نبقاش جبناء ونهرب من غلطاتنا.

اقرأ مزيدا من قصص وعبر من خلال:

قصص وعبر بعنوان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

وأيضا/ قصص وعبر بعنوان وتبقى النفوس الخبيثة خبيثة ولو أعطيتهم من الوُدِّ أطنانًا

قصص وعبر بعنوان رسالة محكوم عليه بالإعدام لوالدته

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى