قصص وعبر من التاريخ الإسلامي في طياتها الكثير من العلم والفائدة
إن لنا في كل قصص نعلمها سواء قراءة أو سماع بها أو نخوضها الكثير من الوعظ، علينا أن نأخذ بما جاء بها، ونبتعد كل البعد عن الأخطاء والمغالطات التي وردت بها.
علينا دوما أن نأخذ بنهج من سبقونا، ونوقن دوما أن الحياة في غاية القصر، وعلينا أثناء انقضاء أعمارنا تحقيق ما يبلغنا غايتنا بالدار الآخرة.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
جاءنا وورد إلينا في الذكر…
القصة بتقول إن في يوم من الأيام، واحد من خلفاء المسلمين بعت دعوة لكل الشعراء اللي في مصر عشان يحضروا عنده.
في الوقت ده، كان فيه شاعر غلبان خالص وفقير جدا في نفس الوقت، الشاعر ده كان ماشي في سكته رايح على البحر وشايل على كتفه جرة فاضية، الشاعر الغلبان ده أول ما سمع بأمر الخليفة بجمع كل الشعراء، وفعلاً كلهم راحوا على دار الخليفة عشان يلبُّوا الدعوة.
أول ما وصلوا قصر الخليفة، هو بالغ في إكرامهم واداهم هدايا وعطايا كتير قوي كعادته، غَرَّقهم خير، بس أول ما الخليفة شاف الراجل الفقير ده اللي هدومه مقطعة وشايل على كتفه جرّة شكلها بيقول إنها فاضية، سأله على طول: “مين أنت يا جدع؟! وإيه اللي جابك عندي؟!”
الراجل رد عليه وقال: “ولما شفت الناس كلها بتحزِّم شنطها ورايحة على بحرك المليان، أنا جيت بالجرّة بتاعتي”!
الخليفة اتصدم من جمال كلامه وأبياته، عجبه شعره قوي، وراح أمر الحاشية بتاعته إنهم يملوا الجرَّة الفاضية بتاعته دهب على طول.
الأمر ده خلى كل اللي في الحاشية يغيظوا منه، ومن كتر غيظهم، وصلوا للخليفة معلومة إن الراجل ده فقير ومش هيقدَّر قيمة الدهب اللي خده، وإنه أكيد هيضيَّع عطية الخليفة.
الخليفة صدمهم كلهم وسكَّتهم بالرد بتاعه: “هي بقت ملكه، يعمل بيها اللي هو عايزه”.
بعد ما المجلس فضّ، الراجل الغلبان مشي، وأول ما خرج من باب القصر، بدأ يوزع الدهب، الجرَّة كانت مليانة دهب، بس هو وزعه كله على كل الفقرا لحد ما فضَّاها خالص، وزعه لدرجة إنه ما سبش لنفسه ولا قطعة.
الخبر ده وصل للخليفة بنفسه، وده خلى الخليفة نفسه يعرف: “ليه عمل كده؟!”
الخليفة بعت له يسأله عن سبب اللي عمله بالعطية بتاعته، الراجل الفقير رد عليه وقال: ” يجود علينا الخيرون بمالهم، ونحن بمال الخيرين نجود”.
الخليفة فرح بالرد بتاعه قوي، وراح أمر رجاله على طول إنهم يدّوله دهب قد عشر جرار مليانة، فالراجل الفقير قال: “صدق الله سبحانه وتعالى، فالحسنة بعشر أمثالها”.
ثم استشهد الرجل قائلا:
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ
وأكرم ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭﻯ ﺭﺟﻞ
ﺗﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃحد
ما ﺩﻣﺖ ﺗﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗاﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ
ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕ.
القصـــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــة:
قصة (اللهم اجعلني من عبادك القليل) من قصص وعبر علينا أن نأخذ بكل كلمة جاءت بها فهما وعملا…
في يوم من الأيام، سيدنا “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه، كان ماشي في السوق.
وفجأة سمع راجل وهو بيدعي وبيقول: “يا رب، إجعلني من عبادك القليل”.
سيدنا “عمر” رضي الله عنه وأرضاه استغرب من الدعوة دي، فقرب منه وسأله: “إنت جبت الدعاء ده منين؟!”
فالراجل رد عليه وقال: “ربنا سبحانه وتعالى بيقول في كتابه العزيز: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)”.
سيدنا “عمر” بكى وقال: “كل الناس أفهم منك يا عمر!، يا رب اجعلنا من عبادك القليل”.
العِبرة من الحكاية:
إحنا دلوقتي في زمن، لما حد مننا ينصح واحد تاني بيعمل حاجة غلط يجبر الناصح إنه يبطل النصح من الأساس!، بيكون رده الوحيد: “الناس كلها بتعمل كده، ومش أنا لوحدي اللي بعملها!”
ولو دورنا في آيات القرآن الكريم، هنلاقي إن كلمة “أكثر الناس” بيجي بعدها على طول لا يعلمون، لا يشكرون، لا يؤمنون!
ولو دورنا في آياته برضه على كلمة “أكثرهم”، هنلاقي بيجي بعدها: فاسقون، يجهلون، لا يعقلون، معرضون، لا يسمعون، لا يبصرون!
ومن ناحية تانية:
لازم نفهم الحاجات كويس قبل ما نتكلم أو نعمل أي حاجة، وإيه اللي ناقصنا عشان نكون من الناس القليلين اللي ربنا سبحانه وتعالى قال عنهم كلام حلو في آياته الكريمة.
للمزيد من قصص وعبر يمكننا من خلال:
قصص وعبر بعنوان ومن يتقي الله يجعل له مخرجا