قصص وعبر بعنوان ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
إن قصص وعبر لا يمكن الاستغناء عنها ولا العمل بما جاء بها، ولاسيما حينما يكون الأمر متعلق بأحداث أقوام يعيشون بيننا أو حتى سبقونا.
إن قصص وعبر بمثابة درر لابد من أخذها والحفاظ على كلمة بها؟
القصـــــــــــــــــــــــة:
رسالة من إحدى المتابعات الفضليات….
أريد أن أقص شيئا وأرجو نشره ليكون عبرة وعظة للناس أجمعين، أريد من كل من يقرأ رسالتي أن يعمل بكل كلمة جاءت بها وألا يأمن على نفسه ولا أهله ولو من أقرب الأقربين إليه، ربما تكون كلماتي يشعر بها البعض مبالغ فيها ولكن انتظروا واستمعوا لما حدث أمام عيني وبعدها يحق لكم أن تحكموا…
جمعنا القرآن الكريم وحفظه سويا، وبتنا أفضل صديقات على الإطلاق نتعاون على فعل الأعمال الصالحات ونتسابق فيما بيننا ويشد بعضنا بعضا، وفي يوم قررنا أن نفعل خيرا بتغسيل الموتى دون أجر، ومن منا يجهل أجر وثواب هذا العمل العظيم؟!
وفي أحد الأيام اتصلت علينا سيدة وطلبت منا الحضور، لبينا الطلب في الحال، كانت المتوفية زوجة ابنها، أعلم جيدا أنه لا يجوز لأحد إخراج أسرار الموتى إلا في حالة وجود علامات حسن الخاتمة، فينبغي عليه حينها أن يبشر الأهل بها.
أشهد الله أن تغسيلها كان غاية في السهولة واليسر، كانت جميلة جمال غير طبيعي، علاوة على رائحة المسك التي كانت تعبأ المكان؛ كان معنا بالغسل والدة المتوفية ووالدة زوجها، كانت الأم منهارة كليا على ابنتها، ووالدة زوجها كانت الدموع تفيض من عينيها.
وكيف لا والمتوفية شابة في مقتبل عمرها وريعانه؟!
لم يكن معنا إلا الأم وحماتها، وما إن أوشكنا على الانتهاء وجدنا شقيقتها قد جاءت ودخلت على الفور للحجرة التي كنا بها، كانت تبكي بكاء مريرا، ترجتنا أنها تقف على شقيقتها الوحيدة في الوداع الأخير، وبالفعل سمحوا لها بالدخول ودخلت، وبينما كنا في عملنا شرعت بالتحدث بأن قلبها قد انفطر على شقيقتها التي توفيت في عز شبابها بسبب مرض السرطان، وأنها فارقت الحياة قبل أن تأخذ حبة دواء واحدة في رحلة العلاج منه!
كانت أم المتوفية منهارة انهيار تام على ابنتها لدرجة أنها عاجزة على الوقوف على قدميها، وحماتها مقهورة للغاية على فراقها، ومن بين كل ذلك وجدنا شقيقتها صممت أن تسرح لها شعرها وتقوم بتضفيره.
لقد لاحظت أنها تتعمد إبعادنا تخبرنا بأن نرتاح قليلا وأنها ستقوم بفعل ذلك، جميعنا قدرنا حزنها الشديد على شقيقتها، جعلتها تسرح لها شعرها وتضفره مثلما أرادت وألبستها الخمار أيضا، أما نحن فتولينا الباقي، ولكني من شخصيتي أن أتمم على كل شيء بنفسي، ففي النهاية هذه أمانة بيني يدي وسأسأل عنها أمام الله سبحانه وتعالى.
أكدت على كل شيء ولاسيما التنشيف، كان كل شيء قد انتهى، آخر شيء أن ننادي لمحارمها ليقوموا بحملها، وأثناء رفعها كنت أمحص نظري لاحظت شيئا غريبا برأسها، لون أحمر نقع في ثوب الكفن، توقفت لحظة بمكاني فأثناء الغسل لم تكن بها أي إصابة فمن أين أتى هذا اللون الأحمر؟!
أصرينا أنا وصديقاتي فتحه من جديد للتأكد والاطمئنان، ووالدتها وحماتها وافقا على الرأي بخلاف شقيقتها والتي اعترضت وأصرت أن نتمم الأمر وحسب، ولا نكبر المواضيع أكثر.
وأمام إصرارها ازداد إصرارنا نحن، لقد دخل لقلوبنا الشك بسبب استماتتها بألا نفتح الكفن من جديد ونتفحص الأمر، ازدادت أصواتنا لدرجة أن زوجها بالخارج سمعنا بكل أسى، فقال افتحوا الكفن، وإذا بسيدة كبيرة في السن تبدو على ملامحها علامات الصلاح، من الحديث علمت بأنها خالة زوج المتوفية، بقيت معنا أثناء الفتح، وإذا بنا نجد بين خصلات الشعر ورقة مكتوبة باللون الأحمر!
خالة زوجها أمسكت بالورقة وفتحتها، فقرأنا لنجد أسماء ثلاثة أولاد، هم أولاد المتوفية مكتوب أنهم يصابوا بمرض السرطان والعمى!
وقفت مع البنات وقد أصابتنا حالة من الذهول والصدمة، فإذا بخالة زوجها تصرخ في وجه شقيقتها قائلة: “ماذا تريدين منها أكثر من ذلك؟!، ألم يكفيكِ أنكِ قمت بسحر لها بالموت والأمراض الخبيثة، الآن لا تريدين أن تتقي الله في أولادها بعد رحيلها ألا تخافين الله؟!”
كانت شقيقتها واقفة عاجزة عن الدفاع عن نفسها، لقد انكشف كيدها وأمام الجميع؛ اقتربت الخالة من المتوفية وربتت عليها وقالت: “اطمئني يا حبيبتي فالله كشف لكِ سترها، حتى وأنتِ ميتة لا تنفكين عن حماية أولادكِ”
استمرت شقيقتها في الصراخ والبكاء والتبرير، سألت سؤالا عجيبا: “ولماذا أفعل ذلك لشقيقتي، كيف أؤذيها؟!”
فردت الحماة وقالت لها: “لأنكِ قد أنجبتِ أربعة بنات، وأختك ثلاثة صبيان، لأن زوجكِ وأهله كل يوم يعايرونكِ بشقيقتكِ وخلفتها صبيان، ربنا ينتقم منكِ”.
وطردوها من المكان، أما الأم فكانت ويلها الابنة الميتة أم الابنة التي تعتبر ماتت في نظرها بعدما انكشف ما فعلته بشقيقتها الوحيدة.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص وعبر من خلال:
قصص وعبر قصيرة ولكن قوية ومفيدة ومؤثرة لن تنساها