قصص أطفال

قصص للأطفال مفيدة ومليئة بالعبر

إن صغارنا هم قرة أعيننا، لذا علينا تنشئتهم تنشئة سوية سليمة لا تشوبها شائبة؛ وأول ما علينا تعليمهم إياه الصفات الحميدة وضرورة التحلي بها، وذلك من خلال جمع بعض القصص التي تسرد بعض هذه الصفات وأخلاق من يتحلى بها، فجميعنا يهوى الأبطال ويرغب في أن يصير مثلهم.

أولا/ قصــــــــــة الطمع وعاقبته:

تعتبر من قصص للأطفال الخيالية، وعلى الرغم من كونها قصة خيالية إلا إنها ترسخ بداخل نفوس صغارنا بغض الطمع والنفور منه مهما كان الأمر….

يحكى أنه في قرية ما كان هناك زوجان يعيشان بسعادة بالغة، كان الفلاح وزوجته يعملان بجد واجتهاد، وعلى الرغم من التعب الذي كان يحيط بهما كل يوم بسبب كثرة الأعمال إلا إنهما لم يكلا يوما.

وفي أحد الأيام لاحظا ظهور دجاجة ذهبية اللون جميلة للغاية من حيث لا يدريان، لم يستدلا على صاحب لها فقاما بالاعتناء بها جيدا، وعندما كبرت الدجاجة الذهبية كانت بكل يوم تبيض لهما بيضة ذهبية حقيقية!

أيقنا الزوجان أنهما وقعا على كنزل حقيقي، كان يكثران الطعام لها، وفي المقابل كانت الدجاجة تضع البيضة الذهبية بكل يوم دون أن تتخلف يوما واحدا، كان الفلاح يقوم ببيع البيضة الذهبية ويسدد جزءا من الديون التي أغرقتهما.

وفي يوم من الأيام اتخذ الفلاح قرارا غريبا، وهو أن يقوم بذبح الدجاجة، واستئصال الكنز الذي ببطنها دفعة واحدة، فلا يكون مضطرا للانتظار مثلما يفعل كل يوم، وبهذه الطريقة يصبح من وجهاء القوم الأغنياء!

عارضت فكرته زوجته كليا واستماتت في منعه من تنفيذها، ولكنها عجزت عن دحره عن ذبح الدجاجة، وفي نهاية المطاف أعد السكين الحاد وجعل الدجاجة المسكينة في قبضة يده، وشق بطنها نصفين اثنين، ليفاجئ بأنه ليس ببطنها سوى أحشاء ودماء حالها كحال أي دجاجة مثلها!

لقد أحرق الندم قلبه وبكى على فعلته بدل الدمع دماء، وزوجته عبرت عما بداخلها بحزن مرير: “لقد طمعت وسولت لك نفسك ما فعلت، ولكن بطمعك ونفسك السيئة حرمتنا من رزق يومي ثابت، كان ليكفينا عن كل شيء بهذه الحياة القاسية”.

اقرأ مزيدا من قصص للأطفال من خلال: قصص للأطفال مليئة بالفائدة الجمة استفيدي بها

ثانيا/ قصــــــــــــة التنمر:

يحكى أنه في إحدى الغابات كان يوجد فيلا يشعر على الدوام بالحزن الدفين، وحزنه هذا بسبب جميع الحيوانات حيث كانوا لا يريدون اللعب معه ولا حتى مجرد الحديث.

فكان الفيل يشعر بالوحدة على الرغم من كثرة الحيوانات من حوله إلا إنه دوما كان وحيدا بلا أصدقاء، وكلما أراد التقرب منهم بالحديث تنمروا عليه!

وفي يوم من الأيام أعلنت السلحفاة حكيمة الغابة عن بدء سباق بين الحيوانات جميعا، وبهذا السباق فرح الفيل كثيرا فقد كان طيب القلب واستعد جيدا للسباق ليكون من بين المتسابقين، وبالليلة التي تسبق السابق نام مبكرا ليستيقظ نشيطا مفعما بالصحة.

وبالفعل استطاع أن يبذل قصارى جهده، وأول ما أعلنت السلحفاة نقطة بدء السباق، وبينما كان يجري الفيل كبقية الحيوانات، سمع صراخ السنجاب قائلا: “أيها الفيل الضخم لقد كدت تدهسني تحت قدميك”!

تدخل في الحوار الأرنب، فقال بصوت مرتفع سمعه القاصي والداني: “لا عجب أن يدهسك أيها السنجاب، فإنه لا يرى، وأيضا لا يشعر بمن حوله من الأساس، فكلنا بلا استثناء نشعر بأن الأرض تهتز تحت أقدامنا أثناء سيره مجرد سيره على الأرض، فما بالنا الآن وهو يركض معنا؟!”

شعر الفيل طيب القلب بالحزن الشديد فانسحب من السباق، فاز الأرنب بالسباق وإذا بجميع الحيوانات من حوله يهنئونه بالفوز العظيم الذي حققه.

وفي المقابل تناسوا جميعا بلا استثناء أمر الفيل طيب القلب، والذي بات ليلته كاملة والدموع لم تجف من عينيه، ولسوء ما كان يشعر به أخيرا قرر الرحيل عن الغابة بأكملها، والبحث عن حيوانات أخرى يقدرون محبته وطيبة قلبه ويتخذونه صديقا لهم، فالحياة لا تمضي بكل هذا القهر.

وما إن أسدلت الشمس خيوطها الذهبية على الغابة رحل الفيل، وكان يشعر بالأسى والحزن على فراقه لهم ولكنه لا خيار أمامه، وما إن رحل حتى نشب حريق بالغابة بأكملها، حاولت حيوانات الغابة إطفاء النيران وعلى الرغم من كل الجهود المضنية التي بذلت منهم إلا إنهم عجزوا عن تحجيم النيران، جميع جهودهم كانت بلا جدوى!

صرخ القرد قائلا: “أين الفيل؟!، لن ينقذنا اليوم غيره!”.

بحثوا عنه ولم يجدوه، فشعروا بالحزن الشديد على فقده والندم الأشد على ما فعلوه به، اتخذ الغراب قرارا بالتحليق في السماء عاليا بحثا عنه؛ وبالفعل استطاع أن يجده، وجده وقد كان قد اجتاز الغابة بأكملها، فأعلمه بأمر الحريق، ركض الفيل طيب القلب بأقصى سرعته تجاه أصدقائه لينقذهم، ولم يفكر للحظة واحدة بما كانوا يفعلون معه، ولا بالكلمات التي كانوا يسممون بها بدنه في كل لحظة؟

واستطاع أن يخمد النيران بخرطومه الطويل بأقل الخسائر الممكنة؛ وما إن انطفأت النيران قرر الرحيل، ولكن جميع الحيوانات أوقفته، واعتذروا منه جميعا على ما فعلوه وعلى كل لحظة أحزنوه بها، وأظهروا مدى ندمهم الشديد على كل أخطائهم معه؛ سامحهم الفيل فهو طيب القلب وعاشوا في حب ووئام.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص للأطفال مفيدة وممتعى من خلال:

قصص للأطفال مترجمة بعنوان النحلة الصغيرة وقيمة العمل الجاد

6 قصص للأطفال من أجمل ما ستقرأ يوما لصغارك

 

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى