قصص حب

قصص حب حزينة بنهاية مؤلمة بعنوان أحببتها عمرا

إن الفراق كالسهم يمزق القلب تمزيقا، يترك وراءه جروحًا قد تلتئم، لكن أثرها لا يزول، وأصعب أنواع الفراق هو فراق من أحببت بصدق، لأنه يحمل معه قطعة من روحك.

بعد الفراق، قد تظل الذكريات تطاردنا أمدا بعيدا، تارة تدمع العين وتارة تبتسم الروح ألمًا.

وليس كل فراق نهاية، فبعض الفراق بداية لتعلم قوة التحمل والصمود، أما في وداع الأحبة، تدرك أن قيمة اللحظات لم تكن لتقاس إلا بغيابها.

القصـــــــــــــــــة:

قصة حب من قلب صعيد مصر، حيث تتشابك عروق النخيل مع قصص الأجداد، وحيث ينسج النيل خيوط الحكايات بين ضفتيه، وُلدت قصة حب لم يُقدر لها الكمال على الرغم من كونها كانت فريدة من نوعها محماة بالنقاء والصفاء…

في قرية من قرى محافظات صعيد مصر، والتي كانت تُطل على النيل الشامخ، عاش شاب أسمر صاحب عينين تحملان لون زرقة السماء الصافية، والقلب الذي ينبض بالشهامة والنخوة، وكان هذا الشاب معروفًا بشجاعته وعمله الدؤوب في الحقول في الليل قبل النهار، كما أنه كان مميزا بصوت عذب يصدح بالمواويل الأصيلة في ليالي السمر.

ولكنه لم يكن له نصيب من ثروة المال، وحاز كل نصيبه من كرم أخلاقه وحب الناس له.

وعلى الضفة الأخرى من نهر النيل الجميل، في قرية مجاورة كانت هناك تعيش فتاة بملامح الصعيد الأصيلة، كانت عينيها تشبهان سواد الليل العميق، وشعرها الذي ينسدل كشلال حرير متدفق، كانت هذه الفتاة زهرة قريتها، وقد عرفت بين الجميع بجمالها الباهر الأخاذ وحكمتها التي تفوق سنوات عمرها بسنوات، فقد كانت ابنة شيخ القرية، الشيخ صاحب العمر الأقدم فيما بينهم وصاحب الكلمة المسموعة.

وقد شاء القدر والتقى الشاب والفتاة لأول مرة في سوق المركز الجامع للقرى والذي كان يقام أسبوعيا، حيث كانت تبيع أمها منتجات الألبان، والشاب يبيع محاصيل أرضه. وقد تبادلا النظرات الخجولة، وفي تلك اللحظة، اشتعلت شرارة الحب بين قلبيهما؛ بدأت اللقاءات تتكرر، خلسة تارة وبحجة شراء البضائع تارة أخرى، كانت ضحكات الاثنين تمتزج بهمسات النيل، وأحلامهما ترسم على صفحات السماء الزرقاء.

عشقها الشاب بجنون، ورأى فيها شريكة حياته التي ستنير درب حياته، أما الفتاة فقد وجدت فيه فارس أحلامها، الرجل الذي يحمل كل القيم التي حلمت بها يوما، والشجاعة التي سيحميها بها مستقبلا، وقد تبادلان عهود الحب على ضفاف النيل، وأسفل أشجار النخيل والتي كانت شاهدة على حبهما الطاهر.

ولم يلبث خبر حبهما أن وصل إلى مسامع شيخ القرية (والد الفتاة)، وقد كان رجلاً ذو مكانة رفيعة، وله في القرية بأكملها كلمته، وكان قد اختار لابنته من قبل زوجها المستقبلي بنفسه، وقد كان كما هو متعارف عليه ابن عمه الثري، الذي كان معروفًا بقسوته وطباعه الحادة علاوة على طمعه وحبه الشديد للدنيا، وبذلك كانت لديه قوة القبيلة والمال.

وعندما تقدم الشاب طيب القلب لخطبة الفتاة، قابله الشيخ بالرفض الحاسم، لم يكن الشاب يملك المال أو الجاه الذي كان يتمناه الشيخ لابنته الوحيدة، ولكنه حاول إقناعه، وتوسل إليه، ولكنه وبكل أسى قوبل بالصد والجفاء؛ إذ قال له الشيخ بحزم: “ابنتي ليست لك، قدرها أن تكون زوجة لابن عمها، لذا انسَها وعد إلى حال سبيلك”.

أما عن الفتاة فلم تكن واقفة مكتوفتي الأيدي، إذ حاولت التمرد بكل ما أوتيت من قوة، بكت وتوسلت لأبيها، ولكن دون فائدة فكان قرار والدها قرار حاسم كان لا رجعة فيه. توعدها والدها بالحرمان والطرد من القرية إذا لم تخضع لرغبته، كانت الفتاة تعلم يقين العلم أن عصيان أبيها يعني العار لعائلتها، وكانت علاوة على ذلك تحبه وتحترمه.

ضاق الخناق على العاشقين، رأى الشاب أن لا سبيل لجمع شمله بحبيبة قلبه، وأن الحب وحده لا يكفي في عالم تحكمه الأعراف والتقاليد، فقرر الابتعاد، لعله يجد العزاء في الغربة، لعله ينسى نار العشق التي تأكل قلبه، غادر قريته دون وداع، تاركًا خلفه قلب فتاته مجروحًا وروحها معلقة بين السماء والأرض.

أما عنها فقد تزوجت من ابن عمها مجبرة، ولكن قلبها ظل معلقًا بحبيبه، كانت حياتها مع ابن عمها جحيمًا، فقد كانت تعيش في قصر فخم، ولكنها كانت تشعر وكأنها في سجن لا يطاق، وعلى الرغم من ذلك إلا إنها كانت تعامله بكل احترام وواجب، ولكنها لم تستطع أن تمنحه الحب، كانت عيناها تذرف الدموع في الخفاء، وقلبها ينزف شوقًا لحبيبها.

ومرت السنوات، وأصبحت أمًا، ولكن صورة الشاب لم تفارق مخيلتها، كانت كلما رأت النيل، تذكرت لقاءاتهما الأولى، وكلما سمعت مواويل الصعيد تذكرت صوته العذب. أما عن الشاب فقد رحل بعيدًا، وعمل بجد، وأصبح رجلاً ثريًا، ولكنه لم يجد السعادة أبدا، وكلما حاول أن يبدأ حياة جديدة، كانت صورة الفتاة تظهر أمامه لتذكره بفقده.

وفي إحدى الليالي، بينما كان عائدًا إلى الصعيد في زيارة لقريته بعد سنوات طويلة، سمع خبر وفاة الفتاة وهي تلد طفلها الأخير، كان الخبر كالصاعقة التي ضربت روحه، عاد إلى القرية مسرعًا، وذهب إلى قبرها؛ وقف أمامها بقلب محطم، ودموع غزيرة انهمرت من عينيه، تذكر كل لحظة جميلة جمعتهما سويا، وتذكر كيف فرقهما القدر والتقاليد.

أدرك الشاب أن حبه لها كان قدرًا لا مفر منه، وأن فراقهما كان قضاءً لا راد له، جلس عند قبرها لساعات طويلة، يبكي حبًا لم يكتمل، ويبكي روحًا رحلت مبكرًا. نظر إلى النيل الذي ظل شاهدًا على حبهما، ورأى فيه دموعًا لا تتوقف، وكأن النيل نفسه يبكي حكايتهما الحزينة.

اقرأ مزيدا من قصص حب من خلال:

قصص حب بعنوان حب حقيقي برغم المآسي

وأيضا/ قصص حب بعنوان بقاء حب بالرغم من الفراق!

قصص حب حقيقية بعنوان “يا مالكة قلبي”

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى