قصص حب بعنوان فرصة ثانية للحياة
ولو سألت قلبي عن محبوبه لقال لك…
وإني لأرق إلى نظرة من عينيه أذوب فيهما في بحر من الأمان.
ولو سألت الروح عن آسرها لقالت لك…
يا ويحي من دهر حرمت فيه من لقياه
يشتاق القلب وتتوق الروح للمسة بريئة كانت وربما غاصت بنا في بحور اللذات.
القصـــــــــــــــــــــــــــــــــة:
أجبرت من قبل أهلها على الزواج بابن عمها، وعلى الرغم من يقينها بأن قلبها لا يزال متعلقا بشاب جمعت بينهما طيلة سنوات التعليم، كانت تجد منه اهتماما ليس بعادي وفي نفس الوقت احترام وتقدير وخوف لم تجده من إخوتها يوما.
أجبروها فتركت تعليمها على الرغم من كونها من الأوائل بكل عام، وتزوجت بابن عمها وكانت تتأمل فيه خيرا وترجو من الله ألا تفتن في دينها بسبب أفعالها أهلها؛ وما وجدته من ابن عمها وأهلها كان أشر وأضل، كانوا يتعاملون معها وكأنها خادمة لا يحق لها أي شيء حتى أبسط حقوق أي إنسان، كانت لا تهنأ بلقمة العيش التي تأكلها، تخدم البيت بأكمله ليل نهار، ولا يحق له الشكوى ولا أن تتفوه بكلمة متعبة!
ومن الشهر الأول بعد زواجها هرعوا بها لكل طبيب من أجل الحمل، فكانت تعيش في جحيم توقن من صميمها ألا مخرج منه ولا مفر ولا منجى إلا بانتهاء حياتها والانتقال للدار الآخرة فخالقها أرحم بها من كل أهلها الذين تفننوا في إزهاق روحها!
وشاء الله سبحانه وتعالى وأصبحت حامل، وليتهم أنزلوا بها شيئا يسيرا من الرحمة، كانت على الرغم من آلام الحمل المعهودة بين النساء إلا إنها مطالبة بأداء كافة أعمال المنزل، كانت لا تجد فيهم الرحمة حتى أنها كانت تقوم بخدمة ابنتيهما المتزوجتين بأبنائهن!
كانت لا ترجو من الله إلا رجاء واحدا وحسب، أن يصطفيها أُناء ولادتها لتظفر بالمكانة التي بالحديث الشريف بأن تكون شهيدة، ويصطفي معها وليدها لكيلا تتركه من خلفها بين أناس لا يعرفون للرحمة سبيل، حرمت قلوبهم من الرحمة والود والعطف.
كانت الفاجعة التي عانت منها وكانت بالنسبة لها القشة التي قصمت ظهر البعير بأنها أنجبت ابنة، ولدى أهل زوجها يكرهون ذرية البنات، أهينت هي وابنتها أيضا، تهرع إلى ربها بكل صلاة ترفع يديها وتسأله الخلاص، كرهت الزواج وتمنت لو أنها ظلت بنتا ولم تتزوج يوما ما بقي من حياتها من هول ما رأت، وعلى الرغم من كل الآلام التي أثقلت قلبها وجعلتها تشعر وكأنها عجوز في السبعين وربما التسعين من عمرها كانت لم تقضي مع زوجها وأهله إلا ثلاثة أعوام وحسب!
وفي يوم من الأيام وكعادة زوجها انصاع لأوامر والديه وانهال على المسكينة ضربا مبرحا لدرجة أنه كسر ذراعها وقدمها، اتخذت قرار حاسما هذه المرة، حررت محضرا في زوجها وطلبت الطلاق إثره، وعلى الرغم من عدم موافقة والديها على ما أرادت إلا إنها هذه المرة كانت قد استنفذت كامل صبرها، أعلمت والديها ألا يحق لفها طاعتهما فيما لا يرضي الله، وأنها عانت ولازالت تعاني بسبب زواج كانا هما الاثنان المسئولان عنه.
اتخذت قرارها وبالفعل استطاعت أن تنال ما أرادت، أخذت ابنتها وعادت بها لمنزل والديها، وقامت على رعايتها بمفردها، شعرا والديها بالذنب تجاهها ولاسيما بعدما التمسا كم الآثار بجسدها الذي بات هزيلا بسبب تعنيف زوجها وقسوة قلبه؛ وبيوم من الأيام تتفاجأ بمن كانت تحب أمام عينيها بمنزلها يريد أن يظفر بها زوجة له، في البداية رفضت الزواج به بعد كل المآسي والأهوال التي لاقتها على يد ابن عمها والذي بفضله كرهت كل أنواع الرجال!
ولكنه وبعد الكثير من المحاولات والصبر الذي كان يتحلى به استطاع أن يكسب قلبها، وبالفعل تزوج به لتشتعل نيران الحقد والكراهية في قلب ابن عمها وأهله، وأول ما يخططون لفعله مساومتها على ابنتها وزواجها مرة ثانية، حررت قضية دفعت بها أموالا طائلة لتضمن حضانة ابنتها لوالدتها، وتزوجت بمن أحبها لشخصها، لمن احترمها لذاتها، لمن عاملها بما أمرنا به خالقنا ورسولنا، كانت تشعر بأنها وردة عادت إليها الحياة على يديه من جديد بعدما ذبلت وتساقطت كافة أوراقها، لتحظى به وبمدى حبه لها بفرصة ثانية للحياة!
اقرأ أيضا مزيدا من قصص حب من خلال:
قصص حب بعنوان وعلى الرغم من كل شيء تبقى لي أجمل قدر!