قصص أطفال

قصص أطفال ملهمة ومعبرة من أجمل ما يكون

إن قصص أطفال هي شكل تقليدي من أشكال رواية القصص، إذ أنها تحكى للطفل وهو في سريره ليستعد للنوم.

وقصص أطفال اعتبرت على مدى طويل من الزمن وسيلة تأسيس واضحة في العديد من الأسر، سرد قصص أطفال قبل النوم تعود بفوائد عديدة للأهل وللأطفال أيضا؛ فالروتين الثابت من رواية القصص قبل النوم يمكنه أن يحسن من تقدم عقل الطفل أثناء نموه، كما أنه يعمل على تعزيز العلاقة بين الآباء والأبناء.

القصـــــــــــــــــــة الأولى:

من أجمل قصص أطفال لما بها من فوائد وقيم مثلى نحتاج لتعليمها صغارنا…

يُحكى أنه في قرية ساحلية، كان يعيش تاجر أسماك وقد كان معروفا بصدقه، وكان هذا الصياد يقترض المال كلما احتاج إليه بشدة من صاحب متجر غني، وفي أوقات كثيرة لا يقترض إلا مرة واحدة في العام ليشتري شبك جديد للصيد.

وفي عام من الأعوام، وعد التاجر صاحب المتجر بأنه سيعيد له القرض في موعد محدد مسبقا، وحينها أقرضه إياه ولم يكتب أي منهما عقد أو ورقة لضمان الحق.

وحان موعد السداد وجاء الوقت المحدد آنفا، كان التاجر يستعد لإعادة المبلغ مثلما وعد صاحبه، ولكن عاصفة قوية منعت السفن من العودة إلى الميناء بالوقت المعهود، فحُجِز التاجر في عرض البحر، ولم يكن معدا نفسه لشيء مثل هذا!

فلم يستطع التاجر العودة في الموعد المحدد، فذهب صاحب المتجر الغني إلى منزل تاجر الأسماط ليطالبه بالدين الذي بينهما.

وجد صاحب المتجر ابن التاجر الأسماك الصغير في المنزل، فسأله عن والده، فأجابه الطفل بصدق والبراءة في عينيه: “إن أبي في عرض البحر، ولكنه أوصاني أن أبلغك بشيء ضروري للغاية”.

وقتها طرأ على صاحب المتجر أن تاجر الأسماك قد أوصى ابنه بطلب مهلة جديدة، وإذا به يتفاجأ بالطفل وهو يقول له: “لقد أمرني أبي أن آتي إليك حاملاً هذا الصندوق، ويقول لك أنه قد وضع فيه أثمن ما يملك ليثبت لك صدق وعده، وهي كل مجوهرات وحلي أمي، أوصاني أعطيه إياك وأقول لك أن مالك أمانة عنده، وحفظ الوعد واجب عليه، وأنه إذا لم يستطع إعادته في الوقت المحدد، فليكن الصندوق بما حوى رهناً لحين عودته”.

ذهل صاحب المتجر من شدة وفاء تاجر الأسماك، وكيف أنه لم ينسَ وعده حتى وهو في يواجه أمرا جلل، أخذ الرجل الصندوق من الابن، ولكنه لم يفتحه أبدا، وعاد إلى منزله حاملاً معه درساً قاسياً لن ينساه طوال حياته، الناس معادن ونادرا ما تصادف معدنا قلما تجد مثيلا له، وأن حفظ الوعد ووفاء الكلمة هما أثمن ما يملكه الإنسان على الإطلاق، تعلم صاحب المتجر أنه يجب أن يتعامل مع الناس بأخلاقه وليس بورقة وقلم وحسب.

وعندما عاد تاجر الأسماك من البحر سالماً، أعاد إليه صاحب المتجر الصندوق كاملاً دون أن يلمس منه شيئاً، وكسبا كل منهما صديقا وفيا لدربه يعينه على الحياة.

اقرأ أيضا/ قصص أطفال قبل النوم عمر 3 سنوات بعنوان شجرة التفاح وشجرة الزيتون

القصــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــة:

حكاية الحرفي الحسود…

يُحكى يا صغيري إن فيه مدينة كانت مشهورة بالجمال والصنايع اليدوية، وكل اللي فيها كانوا فنانين ومبدعين في أي شغلانة أو صنعة بالإيد.

ومن ضمن الناس دي كان فيه صايغ مجوهرات شاطر قوي اسمه “أبو النصر”، كان صيته واصل لحد الملوك عشان شطارته في صياغة الدهب الخالص بأشكال تحفة وجميلة لدرجة خرافية.

الناس كلها كانت بتحبه وواثقة فيه، كان ليه جار اسمه “مكاوي”، وده كان إنسان حاقد ولئيم، بيتمنى زوال النعمة من عند جاره ويتمنى إنه يمشي من الدنيا كلها.

وفي يوم، ملك المدينة كلف الصايغ ده إنه يعمل له كوبري صغير من الدهب الخالص، يحطه على ترابيزة الأكل بتاعته عشان الزينة والمنظرة، الملك طلب من “أبو النصر” إنه يجيب معاه تلاتة صنايعية شاطرين عشان يشهدوا على جودة الصنعة.

“أبو النصر” خد معاه اتنين من الناس اللي بتفهم في الصنعة، وراح جاي مِلحق بيهم “مكاوي” جاره اللي كان أصلاً بيتصنت عليه.

يا دوب “أبو النصر” خلص الكوبري، وراح هو والشهود التلاتة (اللي مكاوي كان منهم) على قصر الملك، فوراً ومن غير تردد، “مكاوي” اتكلم مع الملك وقال: “يا مولاي، أبو النصر ده جاري وشاطر في كل شغل، بس بيغش في صياغة الدهب، بيقول إن كل شغله دهب خالص، وهو يا دوب بيطليها بقشرة خفيفة وبس!”.

الملك سأله: “عرفت الكلام ده إزاي؟!”

رد عليه وقال: “يا مولاي، أنا جربت أعمل حتة صغيرة بنفسي عشان أتأكد، بس فشلت، وعرفت إن دهبه مش خالص وإن فيه نحاس كتير أوي”.

الملك ابتسم، ومسك الكوبري الدهب، وبعدين قال لـ “مكاوي”: “أنت كده بتثبت لي إن كلام أبو النصر كان صح”.

سأله واحد كان واقف مستغرب: “قال لك إيه يا مولاي؟”

رد الملك: “تعرفوا لما أمرت أبو النصر يعمل الكوبري ده، حذرني من الشخص الحاسد اللي بيحاول يقلد الحاجة الأنقى منه وهو جاهل، نصحني وقال لي: لو شفت حد بيحاول يقلد شغلك أوي بفلوسه أو بمجهوده ويفشل، اعرف إنه بيبص على نجاحك بعين الحقد والشك”.

“مكاوي” في اللحظة دي فهم إن نيته الخبيثة هي اللي فضحته، وحسده بقى واضح من أفعاله؛ ما هو اعترف بلسانه إنه حاول يقلد الدهب الخالص وفشل!

الملك اتأكد إن الحاسد مش بيشوف في نجاح الناس التانية غير عيب بيحاول يلزقه فيهم عشان يبرر فشله هو.

راح الملك مكافئ الصايغ على ذكائه وصدقه، وجاره عرف إن نية السوء هي أول حاجة بتخون صاحبها وبتفضحه مهما حاول يخبي الموضوع!

اقرأ أيضا/ قصص أطفال بعنوان ضرورة الوفاء بالوعد

قصص أطفال من أجمل ما ستقرأ لصغارك يوما!

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى