قصة نجاح النجم البرتغالي العالمي “كريستيانو رونالدو”
إن قيمة كل إنسان منا ليست ثابتة بل هي قيمة متغيرة، تختلف القيمة باختلاف الذي يحددها، لذا لا تدع أحدا يحدد قيمتك فأنت أدرى بنفسك، فالإنسان منا هو الوحيد القادر على تغيير هذه القيمة سواء للأفضل أو للأسوأ.
ومما لا شك فيه أن قيمة الإنسان تترتب على مدى النجاحات التي حققها طيلة حياته وتتحدد أيضا بمدى تطوره من نفسه، وهذه من دوافع الكثيرين للوصول إلى النجاح وعدم التنازل عنه بأي بديل آخر، وتكون كل هذه المساعي ليست من أجل الحصول على النجاح وحسب بل للحفاظ على قيمته أيضا ولرفع قيمة الشخص بين المحيطين به.
قصــــة نجاح الشهير “كريستيانو رونالدو”:
لقد استطاع “كريستيانو رونالدو” تحقيق المعادلة الصعبة، ألا وهي من قاع الفقر المدقع إلى قمة المجد الشهرة والثراء…
تُعتبر قصة نجاح “كريستيانو رونالدو” وانتقاله من الفقر المدقع في (ماديرا) بالبرتغال إلى أن بات وأصبح أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ كاملا، بات مصدر إلهام للكثيرين حول العالم.
بكل تأكيد لم يكن طريقه مفروشًا بالورود والأزهار، بل كان مليئًا بالتحديات والصعوبات وربما أيضا المستحيلات التي صقلت شخصيته ومكنته من تحقيق أحلامه وآماله.
بداية متواضعة بمرحلة الطفولة:
لقد ولد “كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو” في الخامس من شهر فبراير لعام 1985 ميلاديا، ولد في حي (فونشال) الذي عرف بحي الفقراء بجزيرة ماديرا البرتغالية؛ كما أنه نشأ في أسرة متواضعة للغاية، حيث كان والده يعمل بستانيًا ووالدته طباخة، وكانت ظروف عائلته المادية صعبة للغاية، كان “رونالدو” وإخوته الثلاثة يتشاركون غرفة نوم واحدة.
كانت عائلته أحيانًا كثيرة لم تكن تملك المال الكافي لشراء الطعام مجرد الطعام، فما بالنا بشراء كرة قدم ليلعب بها “رونالدو” في الشارع؟!
هذه الظروف المعيشية الصعبة لم تحول بينه وبين حلمه وشغفه، ولكنها عززت لديه شعورًا مبكرًا بالمسؤولية والإصرار على تغيير واقعه المرير.
الشغف بكرة القدم منذ نعومة أظافره وبداية المسيرة:
“كريستيانو” منذ صغره كان مهووسًا بلعب كرة القدم، إذ إنه كان يقضي ساعات طويلة في اللعب في الشارع، كان يتحدى الصعوبات والعجز في المعدات بمهاراته الفطرية وشغفه اللامحدود؛ وفي سن الثامنة من عمره انضم إلى فريق (أندورينها) والذي هو نادي محلي صغير، حيث كان والده يعمل كمنسق للمعدات به، سرعان ما لفت انتباه الكشافة بموهبته الاستثنائية؛ وفي عمر العاشرة، انتقل “رونالدو” إلى نادي (ناسيونال).
وهذا الانتقال كان بمثابة نقطة التحول الكبرى في مسيرته عندما انضم إلى أكاديمية (سبورتنج لشبونة) المرموقة في عمر الثانية عشرة؛ وقد كانت هذه الخطوة تعني الانتقال بعيدًا عن عائلته وهو لا يزال في سن صغير، كان تحدي كبير للغاية وليس باليسير على طفل في مثل سنه الصغير.
وفي هذه الفترة تحديدا، وجد “رونالدو” نفسه يواجه تحديًا جديدا، إذ أصيب بوعكة صحية تمثلت في تسارع ضربات قلبه، ووجب إجراء عملية جراحية في الحال، وعلى الرغم من المخاوف حينها على حياته إلا إنها أجريت له بنجاح وعاد إلى الملاعب أقوى من ذي قبل.
بداية الصعود إلى النجومية:
لقد انكشفت موهبة رونالدو وظهرت للنور خلال مباراة ودية بين (سبورتنج لشبونة) و(مانشستر يونايتد) في عام 2003، لقد استطاع أن يخطف الأنظار ويذهل بأدائه “السير أليكس فيرجسون” مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري آنذاك، والذي وقع معه على الفور.
أما في نادي مانشستر يونايتد، تحول رونالدو من لاعب شاب موهوب إلى نجم عالمي يشار إليه بالبنان، لقد تطورت مهاراته البدنية والفنية بشكل كبير تحت قيادة “فيرجسون”، وبات معروفًا بسرعته الفائقة وقدرته على المراوغة، وتسديداته القوية.
إنجازاته والجوائز التي نالها:
فاز بالعديد من الألقاب مع مانشستر يونايتد، بما في ذلك ثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا في عام 2008، حيث توج أيضًا بأول كرة ذهبية في مسيرته.
أما في عام 2009، انتقل رونالدو إلى “ريال مدريد” في صفقة قياسية عالمية آنذاك بلغت 80 مليون جنيه إسترليني؛ وقد وصل إلى ذروة نجاحه بعالم الكرة، وحطم الأرقام القياسية جميعها ليصبح الهداف التاريخي للنادي.
حقق أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، وفاز بالعديد من الكرات الذهبية، مؤكدًا هيمنته اللامثيل لها على كرة القدم العالمية.
الإصرار والمثابرة والانضباط:
نجاح “كريستيانو رونالدو” لم يتمثل في موهبته الفطرية وحسب، وإنما في إصراره الدائم ومثابرته وانضباطه الصارم؛ عرف عن كريستيانو جدول تدريب مكثف والتزامه بالنظام الغذائي الصارم.
ويُقال إنه يقضي ساعات إضافية في التدريب بعد انتهاء الحصص الرسمية، ويعمل على تحسين كل جانب من جوانب أدائه بصفة مستمرة؛ “كريستيانو” لم يكتفِ بموهبته وحسب، بل عمل باجتهاد ودأب على تطويرها والوصول بها إلى أقصى إمكاناتها.
اقرأ مزيدا من قصص نجاح من خلال:
3 قصص نجاح لأشخاص سطروا أسمائهم بحروف من ذهب
وأيضا/ 4 قصص نجاح قصيرة وملهمة لشخصيات مشهورة للغاية بعالمنا