قصة حزينة تبكي الحجر ضربت لنا مثلا في الرضا والصبر على البلاء
إن الحزن الشديد هو شعور مؤلم وطبيعي ناتج عن خسارة وفقد أو ضغوطات حياتية، ولكنه قد يتطور إلى حزن معقد أو اضطراب نفسي عند استمراره لفترات طويلة وعدم القدرة على التعافي منه.
تتضمن آثار الحزن الشديد آلامًا جسدية مثل اضطرابات المناعة والتعب، وقد يؤدي إلى مشاكل في القلب، الحزن يترك آثارا بالقلب لا تندمل مهما طال عليها الزمن.
القصــــــــــــــــــــــــــــة:
شاب في مقتبل سنوات عمره الجميل، أحبه كل من حوله، كان ينال مكانة مميزة بين والده دونا عن إخوته، يعشقه جده عشقا حد الهوس به، في كل آذان وقبيل الآذان كان يأخذ جده على دراجته الهوائية ويوصله للمسجد، فيؤذن جده ويجعل ابن ابنه يؤم المصلين، لم يتبقى له سوى جزء واحد بنهاية سورة البقرة ويتم حفظه للقرآن الكريم كاملا.
في عامه الأخير بالثانوية العامة، نجح وتفوق في الامتحانات، وفور ظهور النتيجة قدم أوراقه في كلية الشرطة وقبل بها، وخاض جميع اختبارات القبول واجتازها بنجاح وتفوق، يملك جسدا قوي البنيان طويل عريض المنكبين، على الرغم من كونه صغيرا في العمر م يكمل عامه الثامن عشر بعد إلا إن جسده تعتبره في الثلاثين من شدة بنيانه وتناسقه.
جهز الملابس الجديدة وحجز السكن الجامعي وأعد كل شيء مسبقا من شدة فرحته بالكلية التي سيلتحق بها، أقيم حفل زفاف بالعائلة ونظرا لكونه محبوبا من قبل الجميع من يعلمه وحتى من يتعرف عليه لأول مرة بحياته، لقد كان لديه قبول بشكل لا يوصف، حضر حفل الزفاف وكان علامة مميزة وإضافة لأصحاب الحفل، كان يضيف القادمين من خارج البلدة، فقد كان كريما جوادا، الخلاصة إن علمته واختلطت به ولو بموقف يسير لأحببته من أعماق قلبك صدقا.
وأثناء الزفة التي تشتهر بها أجوائنا، صعد على دراجته الهوائية وانطلق بين الفرحين، أحضروا العروس وما إن استقر العروسين في القاعة انطلق الشاب ليضيف أصدقائه، صعد على دراجته الهوائية ملبيا طلب أحد أصدقائه التسابق على الطريق السريع، وليته لم يفعل.
انطلق بأقصى سرعة ممكنة على الإطلاق، وتشاء الأقدار أن يصطدم بحافلة مما أدى إلى وفاته في الحال، قال بعض من رآه بالمستشفى التخصصي أنه قد دمر حرفيا إثر الحادث، فقد كان حادثا أليما مروعا.
بكاه كل أهل البلدة لطيبة قلبه وصلاحه، كل الناس بكته بحرقة، أما عن والديه فقد ألقى الله سبحانه وتعالى الصبر والجلد على قلبيهما، من شدة صبرهما وتماسكهما تعجب الناس أجمعين من فعلهما، قضت البلدة بأكملها الليلة أمام المستشفى، لم يكمل العروسان زفافهما فقد انفض حفل الزفاف فور سماعهم خبر الوفاة، وانفض الجميع ورحلوا في الحال إلى المستشفى، أما عن النهار فقد صادف نهار الجمعة، كانت الخطبة بأكملها عن صفات الشاب الذي أسر جميع من عرفه حق المعرفة، وصلوا عليه صلاة الميت عقب صلاة الجمعة، تقدم والده بالمصلين وصلوا عليه صلاة الميت، كان والده تتساقط الدموع من عينيه بكل صبر، يدعو خالقه أن يتغمد فلذة كبده برحمة واسعة منه.
أما عن أمه فأصرت على رؤياه للمرة الأخيرة وتوديعه، اقتربت منه ووضعت قبلة حارة على جبينه، ودعته وودعت معها قطعة من قلبها، لقد ضرب والديه مثالا حيا أمام الناس كافة في الصبر على قضاء الله وقدره، مثالا حيا في الرضا بقدر الله سبحانه وتعالى خيره وشره.
وكيف لا، وهم أناس خصصوا جل حياتهم لتحفيظ كتاب الله الكريم للصغار والكبار دون أجر، حرفيا والد الشاب كان يحفظ الأولاد وزوجته تحفظ الفتيات، أجيال من القرية والقرى المجاورة ختموا القرآن الكريم على يديهما، رحل الشاب وبقيت سيرته الصالحة يتداولها الجميع.
لم تعهد القرية شخصا بكاه القريب والغريب وحزنوا عليه مثله، لقد كان مثل البدر في تمامه، عاليا في خلقه ودينه وساميا في خلقته، أعطاه الله ووهبه جمال الطلعة وحسن الخلق، كان إذا تكلم أصغى إليه الكبير قبل الصغير، من جميل خصاله كان جبر الخواطر، كان قريبا من الجميع، لا يقصده أحد وخذله على الإطلاق، ساعيا في الخير على الدوام.
رحمه الله رحمة واسعة وتقبله وأسكنه فسيح جناته.
اقرأ مزيدا من قصص حزينة على موقعنا المتواضع من خلال:
قصة حزينة بعنوان طفلة على مشارف الموت والسبب اللوكيميا