قصص وعبر قصيرة إسلامية عن توبة رجل اهتدى بسبب ابنته التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها بعد
قصص وعبر قصيرة إسلامية
من أجمل ما قيل عن الاستغفار أنه يمتص كل الأوجاع والآلام والهموم التي تعتصر القلب، فاستغفروا حتى ترتاح قلوبكم.
من قصص وعبر قصيرة إسلامية:
قصة توبة رجل
يحكي أحد الرجال قصة توبته ببكاء شديد: “كنت أتلذذ دوما بارتكابي للذنوب والمعاصي، وقد كان أكرمني الله سبحانه وتعالى بوظيفة ذات راتب مرتفع، بزوجة تقية صالحة وبابنة صغيرة تجاوزت العاشرة من عمرها، لم أكن أقدر ما رزقني به الله يوما، لم أعرف لهما أية حقوق، ذات يوم خرجت من منزلي لألحق برفقائي للخروج سويا للتلذذ بجميع أنواع المنكرات والفسوق والمجون.
لم ألحق بهم، فقد رحلوا قبل وصولي، عدت للمنزل وبقلبي الكثير من الحسرة والحزن على عدم لحاقي بهم؛ لم أرعى أي من حقوق الله، لقد تركت زوجتي نائمة في حجرة النوم وتضم حول ذراعيها ابنتنا الصغرى الوحيدة وذهبت لحجرة الجلوس، عزمت النية ألا أفوت هذه الليلة وقد حضرت لها مسبقا، شاهدت فيلما إباحيا مليئا بالمشاهد التي لا يرضى الله عنها، وبمنتصف الفيلم الذي أشاهده وقد كنت في وضعية تخزي من كان بمكاني ووضعية مشينة للغاية، وقد دخلت علي طفلتي الحجرة، سارعت في الاعتدال وإغلاق الفيلم، وقد قالت لي عدة كلمات كانت النقطة الفارقة في كل حياتي: “يا أبي اتقِ الله فعيب عليك ما تفعله!”.
عادت ابنتي لحضن والدتها، ولكن كلماتها وقعت على نفسي كوقع السيف المسلول، لم أستطع النوم ولا إكمال ما كنت أفعله من قبل، جلست ساعات أفكر في كلماتها حتى قطع حبل أفكاري صوت ما أعذبه من صوت، صوت يريح النفس ويبعث على الاطمئنان والسكينة، لقد كان صوت آذان الفجر، ولا أدري ما الذي جعلني أقف وأذهب لأغتسل من جنابتي، ومن بعدها أتوضأ وأذهب بخطوات يملأها الندم والحسرة إلى المسجد.
صليت وفي السجدة الأخيرة أجهشت بالبكاء الحار، لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء نهائيا لدرجة أن الإمام سألني: “ما الذي يبكيك يا أخي بهذه الطريقة”، أجبته: “اتركني يا إمام فمنذ سبع سنوات ولم أسجد لله”؛ جلست والدموع لم تجف من عيناي حتى طلعت الشمس واقترب موعد الدوام، فذهبت للعمل، تفانيت في عملي على عكس حالي المعتاد لدرجة أن صديقي بالعمل سألني عن سر تغيري، فأجبته أنه وأخيرا عدت لله.
وبعد الانتهاء من العمل عدت للمنزل مسرورا، وقد اشتريت أطيب المأكولات والحلويات لابنتي، وها أنا أحمل من أجلهما أطيب ما يحبان، وما إن دخلت الباب حتى وجدت زوجتي تسيل الدموع من عينيها وتحمل بين يديها ابنتي، أسألها: “ما بها يا عزيزتي؟!”، لتجيبني: “لقد أخذ الله وداعته، إنا لله وإنا إليه راجعون”، لم أدري حينها ما أنا فاعل؟!، أيعقل أن تموت هذه الملاك الطاهر ويعيش شخص مثلي؟!
لم تعطني فرصة لأكفر عن كل ما فعلته بها، لقد أعطتني طريق الهداية وطريق الرجوع لله بأربعة كلمات ومن بعدها تتركني لترحل، أم هداها الله سبحانه وتعالى لتكون سببا في هدايتي قبل رحيلها، أم لم تحب المكوث مع والد مثلي فطلبت من الله أن يرفعها إليه لتستريح.
شيعت جنازتها ودفنتها بيداي، جاءني الأهل والأحباب لتعزيتي في فقدانها، ويا لحال زوجتي الذي يرثى له، ضممتها في حضني وقلت لها: “أشهد الله أنني اليوم لم أشيع جثمان ابنتي الوحيدة وإنما شيعت جثمان الملاك النوراني الوحيد الذي به اهتديت لطريق لله سبحانه وتعالى وطريق صراطه المستقيم، وإني حقا ومن كل قلبي نادم على كل العمر الذي أفنيته بعيدا عن ابنتي وعنكِ، نادم على طريق المعاصي الذي سلكته وابتعدت كليا عن ابنتي عن الطريق الذي ارتضاه من أجلي رب العباد، وعندما استفقت كان الأوان قد فات، ولكني كل أمل في ربي أن يجمعني بها في الفردوس الأعلى”.
توفيت ابنته، فبعدما أخبرته بهذه الكلمات ذهبت لتكمل نومها ولكنها لم تستفق منه، وعندما ذهبت والدتها لتوقظها من نومها حيث أنها استغرقت فيه طويلا وجدت أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ وداعته، ولم تدري ماذا تفعل غير أنها أخذتها في حضنها وبدأت الدموع تسقط من عينيها حتى رجع والدها من العمل.
لكل منا أن يدرك قيمة ما بين يديه قبل يوم لا يجد فيه إلا الندم الشديد.
اقرأ أيضا:
قصص وعبر اسلامية , حوار بين مؤمن و ملحد !
قصص وعبر إسلامية طويلة شاب أضاع حياته مقابل عشر دقائق مضت من عمره