قصص وعبر

3 قصص وعبر أيام زمان في غاية الروعة

قصص وعبر أيام زمان

ما أجمل أن نتعلم من قصص السابقين وننتهج بنهجهم ونستفيد من كامل تجارب حياتهم، ففي تجارب حياتهم كل العبر والموعظة، و سرد القصص من الأشياء المهمة حيث أنها تعلمنا الدروس المستفادة من تلك القصص, لأن لكل قصة درسا مستفاد أو عدة دروس, وفيما يلي سرد لتلك القصص.

من قصص وعبر أيام زمان:

قصص وعبر
قصص وعبر

قصة الجار اللص

كان يا مكان في قديم الزمان رجلا أعمى يسكن في قرية فقيرة, وكانت ظروفه المادية ليست متيسرة, وكان يتاجر، فرزقه الله مالا كثيرا فجلس بذلك المال في حديقته تحت شجرة يحبها فقرر أن يخبئ المال تحتها, وبالفعل حفر حفرة وخبئ المال تحت تلك الشجرة, ومرت أيام ليست بكثيرة وإذا به يتفقد المال فلم يجده فجلس يفكر في من يمكنه أن يسرق ذلك المال, فتيقن أنه جاره اللص فهو له عدة سوابق في القرية, وقال ربما رآني وأنا أخبئه تحت تلك الشجرة, فقرر الذهاب إليه, وبالفعل ذهب إليه وقال له جئتك مستشيرا فقال له قل أمرك, فقال له الأعمى أن معي مالا كثيرا ولا أعرف أأخبئه في مكان ما أم أعطيه لأحد ؟, فقال له جاره اللص من الأفضل أن تخبئه في مكان ما في المنزل ففي هذه الأيام لا يؤتمن أحد, فشكره الأعمى على نصيحته وقال له في المغيب سوف أخبئ المال, فذهب اللص ليعيد المال الذي سرقه منه ووضعه مكانه ظنا منه أنه سوف يخبئ الأعمى المال في نفس المكان, وظل اللص يراقب الأعمى حتى حفر, وكان اللص يعتقد أن الأعمى يخبئ المال الجديد ولكن تلك كانت حيلة من الأعمى حتى يعيد ماله, فذهب اللص في الليل وحفر ليخرج المال ولكنه لم يجد المال, ولكنه وجد ورقة مكتوب عليها ” الله يراك فكيف تحب الله أن يراك؟”.

السكوت ينجي

حكم قديما على ثلاثة أشخاص بالإعدام بالمقصلة, وكانوا الثلاثة رجل دين ومحامي وعالم فيزيائي, وأحضروهم لتنفيذ حكم الإعدام, فجاءوا برجل الدين أولا وأخبروه إن كان لديه ما يقوله قبل تنفيذ حكم الإعدام, فقال أنا لا أعرف شيء أكثر من الله وقال الله الله الله هو الذي سوف ينجيني, فنزلت المقصلة ولكنها توقفت عند رأسه فذهل الجميع, وقالوا أطلقوا سراحه فصراحته ويقينه بالله أنجياه, وجاءوا بالمحامي بعد رجل الدين فقالوا له هل لديك شيء تحب أن تقوله قبل تنفيذ حكم الإعدام, صمت وقال أنا لا أعرف الله كما يعرفه رجل الدين ولكني أعرف العدالة أكثر فالعدالة هي التي سوف تنجيني, فنزلت المقصلة عليه وتوقفت عند رأسه فتعجبوا وقالوا علمه بالعدالة أنجاه وصدقه كذلك, وأخيرا أحضروا العالم الفيزيائي فقالوا هل لديك شيء تود أن تقوله فقال أنا لا أعرف الله كما يعرفه رجل الدين ولا أعرف العدالة كما يعرفها المحامي وقد نجوا من حكم الإعدام, ولكن الأمر ليس كذلك فهناك عقدة بالحبل تمنع نزول المقصلة, وبالفعل أصلحوا العقدة ونزلوا المقصلة فقطعت رقبته مما أحزن أقاربه وأحباءه وتمنوا سكوته كما سكت الذين قبله.

الكل ذاهب إلا واحدة

كان هناك رجلا متزوجا أربع زوجات, وكان يحب الرابعة حبا شديدا أكثر من الثلاثة الأخريات, وكان أيضا يحب الثالثة لكن كان يشعر أنها قد تتركه وتذهب لشخص آخر, أما الثانية فكان يذهب إليها عند الشدائد فتستمع إليه وتتواجد عند الضيق, أما الأولى فكان تاركها ولا يسأل عنها ولا يزورها, وفجأة مرض ذلك الرجل مرضا شديدا وشعر بدنو أجله , ففكر أن تذهب معه إلى القبر أحد زوجاته, وفي يوم أحضر الرابعة وقال لها إني أحببتك أكثر من الأخريات فلابد من أنكِ سوف ترافقينني في قبري, ولكنها صرخت في وجهه بأن هذا مستحيل وانصرفت فورا, وجاءت الثالثة فقال لها إني أحببتك هل ترافقينني إلى قبري وتؤنسينني, فرفضت بشدة وأوضحت أنها سوف تجد غيره بعدما يموت مباشرة, وبعد ذلك أتت الثانية فقال لها كنت آتي عندك عند شدتي ومصائبي وكنتي تساعديني فيجب عليكِ النزول معي إلى القبر, فرفضت موضحة أنها أقصى ما يمكنها فعله هو إرسالك إلى قبرك فقط, فحزن الرجل حزنا شديدا على ما سمعه من زوجاته الثلاثة, وإذ هو في سكوته فإذا بصوت ضعيف جدا ” أنا أذهب معك وأؤنسك في قبرك” فكان ذلك الصوت هو صوت زوجته الأولى, وأسماء الزوجات الأربعة هم: الرابعة وهي الصحة, أما الثالثة فهي المال, والثانية هي الأقارب والأصدقاء, أما الأولى فهي أعمالنا.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى