قصص قصيرة

قصص من الواقع عن الظلم بعنوان ضياع مستقبل فتاة وهلاكها (ظلم الأهل للفتيات) الجزء الأول

قصص من الواقع عن الظلم

أتعلمون حقا أن المشكلة ليست بقلوبنا كما يعتقد الكثيرون منا، فقلوبنا لم تخطئ تماما عندما أحبت، ولم تخطئ تماما عندما وثقت بأحدهم، ولم تخطئ تماما عندما سامحت، الخطأ الوحيد الذي ارتكبته قلوبنا عندما ظنت أننا نعيش بعالم مثالي يوجد به قلوب أخرى تستحق الحب والثقة والتسامح، ونسيت تماما إن بعض الظن إثم!

براءة طفلة صغيرة.
براءة طفلة صغيرة.

من قصص من الواقع عن الظلم:

الجــــــــــــــــــــــــزء الأول

فتاة تبلغ من العمر سبعة عشرة عاما، متفوقة دراسيا لدرجة أنها تجتاز كل الامتحانات للثانوية العامة ولا تخسر إلا بعض الدرجات المعدودات، كانت ترغد بحياة هادئة قبل وفاة والدها الذي كان دائم التشجيع لها على دراستها وتفوقها حتى أنه كان يشهد له بدخولها كلية الطب ومن بعدها تصبح ملاكه الرحيم الذي سيخلد ذكراه في الدنيا ويطيب ذكره بها بسبب ابنته المطيعة حسنة الأخلاق والخلق.

ولكنها في يوم من أيام الدراسة عادت من مدرستها لتفجع على خبر وفاة والدها أحن قلب عليها بكل الحياة، أصيبت الفتاة بالحزن الشديد ولكنها تماسكت من أجل تحقيق حلمه، وعلى الرغم من قلبها الحزين إلا أنها لم تقصر في دراستها، لقد اتخذت الفتاة قرار حياتها المصيري بأن تجتاز الحرب بمفردها، وتكمل ما بدأه معها والدها، غير أن أخيها الأكبر لم يوافق على خروجها ودخولها المتكرر، وقرر بموافقة والدته التي تقتنع بكلامه مهما كان أن يكفا الفتاة عن إكمال دراستها، وأن تظل بالمنزل في انتظار أول عريس يتقدم لخطبتها حيث أنه يخشى من حديث الناس عن أخته الصغرى وخاصة أنهم يعيشون بمجتمع الأرياف.

حرمت الفتاة من أبسط حقوقها، وصارت من صحوها لنومها تعمل بالأعمال المنزلية التي لا تنتهي أبدا، عندما تنتهي من عمل يبتدع لها آخر وكأنهم جميعا ينتقمون منها، عانت أسوأ العيش، ونظرا لصغر سنها وجمال خلقها كان هناك العديد من الشباب الذين يتقدمون بعروض الزواج بها، ولكن دائما ما رفض أخوها هذه العروض، وكل مرة بحجة تختلف عن السابقة لها، أما عن الفتاة فقد أيقنت أنه لا مفر من ذل وهوان أخيها حيث أنه متزوج من عشرة أعوام ولم ينجب أطفالا بعد، أما عن تأخر الحمل فمن زوجته والتي يحبها حبا أعمى لا يقوى على فراقها ولا البعد عنها ولو لثواني معدودة، وكانت زوجته شديدة الغيرة من أخته الصغرى والتي تصغره بخمسة عشرة أعوام.

أما عن أم الفتاة فكانت محبة لابنها كثيرا وتفضله وزوجته على ابنتها الوحيدة، وبيوم من الأيام تقدم للفتاة رجل قد ناهز الخمسة والخمسين من عمره ولم يسبق له الزواج، لقد كان من نفس القرية التي تعيش بها الفتاة ولكنه كان يعمل بدولة عربية، وعندما كان يعود من البلاد يصبح محور حديث كل أهل القرية والقرى المجاورة منها أيضا بشرائه للعديد من الأطيان والعقارات وهكذا، لقد كان شخصية بالنسبة إليهم أشهر من نار على علم.

لقد أغدق الهدايا باهظة الثمن على الأم والأخ وزوجة الأخ لدرجة أنهم جميعا أعطوا الموافقة على طلب زواجه دون سؤالها عن رأيها بعد، كان الاتفاق أنها ستظل خطيبته لمدة عام خلاله ستتمم الثامنة عشرة من عمرها، وبعد ذلك يمكنهم عقد القران والسفر بها خارج البلاد، كان كل فترة الخطوبة يغدق عليها بالهدايا النفيسة الغالية، وأهلها يزيدون عليها بمراحل، وعندا أتمت علاقتهما العام تزوجها وقضيا قرابة الشهرين داخل البلاد، كان يأخذها ويتنقل بها بين المدن السياحية، يطلب من أجلها أشهى وأفخم الوجبات، ويحضر لها الهدايا الذهبية والملابس الفخمة.

حاولت الفتاة أن تتكيف مع الواقع وترضى بنصيبها، وربما أرسلها لها خالقها حتى يعوضها عن حنان والدها الذي تفتقده وتفتقد حنيته عليها، وما إن سافر بها للدولة العربية حتى تبدل حاله من حال لحال آخر يناقضه في كل شيء، في القرية كان لديها شقة واسعة للغاية وبها كل شيء متوفر، ولكن بالبلد العربية شقتها حجرة واحدة وصالة ومطبخ وحمام، علاوة على كونه لا يشتري لها إلا الأساسيات والضروريات المنزلية، ولا أي شيء من الرفاهيات، ولو أنها تتوقت لطعام معين تلاقي منه الأمرين.

عاشت الفتاة واحتسبت كل ذلك عند خالقها، وبيوم اشتد عليها ألمها طلبت منه أن يأخذها للطبيب ولكنه رفض لأنهما بدولة عربية وليسا من سكانها الأصليين كل شيء بحساب أكثر، جعلها تنتظر حتى يقدم لها طلبا وتذهب للرعاية الصحية والتي هي بالمجان!

بشرتها الطبيبة هناك بحملها، حقيقة كان سعيدا للغاية ولكنه منعها من الذهاب إلى الطبيبة ولا حتى غيرها مجددا، كما أنه لم يحضر لها الأدوية والمقويات التي وصفتها الطبيبة لأجلها خشية الإنفاق، لقد كان الشح يسكن قلبه ويأبى أن يرحل بعيد عنه، وكل ما فعله معها طيلة فترة الخطوبة ومع أهلها كان مجرد تظاهر بالكرم والجود وحتى يجعلهم يوافقون على عرض زواجه، وتقدم بطلب الزواج منها بالتحديد لأنه أراد فتاة صغيرة السن تعتبر بسن أبناء أبنائه إن تزوج بعمر ريعان شبابه لتعوضه بجمالها وشبابها عما فقده، كما أنه أرادها جميلة حتى يتحدث كل الناس عنها وعن جمالها.

عانت الفتاة طيلة فترة حملها، وكانت نادرا ما تتصل عليها والدتها بحجة أن تطمئن عليها ولكنها دوما ما أرادت منها الأموال، ولكن الفتاة شحرت لوالدتها كل ما تمر به من أطباع لا توصف لزوجها الذي جميعهم استرضوه زوجا لها دون سؤالها عن رأيها، ولكن في كل مرة اعتقدت الفتاة أن ابنتها تعاقبهم جميعا على أفعالهم الشنيعة معها ولذلك السبب تمنع عنهم خيرات زوجها.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصص واقعية حزينة للفتيات مليئة بالمآسي والآلام

قصص واقعية حزينة جدا تثير الدهشة والألم مؤثرة بشعر

قصص ظلم الأهل للبنت بعنوان سامحك الله يا أبي

 

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى