قصص قصيرة

قصص قصيرة يوسف ادريس قصة نظرة طفلة

قصص قصيرة يوسف ادريس

نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص قصيرة يوسف ادريس قصة نظرة طفلة، يوسف ادريس طبيب وروائي مصري مشهور، بدأ حياته الأدبية بكتابة القصص القصيرة التي كان يتم نشرها في جريدة روز اليوسف وجريدة المصري، ولم تخلو حياته من الكفاح الذي ميز حياة كثير من مشاهير تلك الحقبة الزمنية، فشارك في نضال الجزائر المسلح من أجل تحقيق الحرية والاستقلال وأصيب بعد انضمامه للمناضلين بـ 6 أشهر عاد علي إثرها إلى وطنه الحبيب مصر، وقد قامت بتأليف مسرحية المخططين التي منعت من العرض بسبب انتقادها للجو السياسي آن ذاك.

ولقد نال يوسف إدريس الكثير من الجوائز مثل وسام الجزائر ووسام العلوم والفنون من الطبقة الولى ووسام الجمهورية، كما أن له العديد من المؤلفات أشهرها أرخص ليالي وهي مجموعة قصصية و العسكري الأسود والحرام والسيدة فيينا وغيرها الكثير من القصص والروايات.

قصة نظرة طفلة ليوسف إدريس
قصة نظرة طفلة ليوسف إدريس

قصة نظرة طفلة

كانت طفلة صغيرة نحيلة تتمتع بالبراءة وذلك بدا واضحًا من تصرفها العفوي حينما تقدمت مني وأنا رجل غريب حتى أساعدها في أن تقوم بضبط وتعديل الحمل الذي تحمله فوق رأسها، وبالنظر لما تحمله فوق رأسها تشعر بمدى تعقد المسئولية، حيث تحمل فوقها صينية بطاطس وأعلى الصينية يستقر طبق لتغطية الصينية بدأ في الانزلاق رغم كل محاولاتها بقبضتها الصغيرة السيطرة عليه، مما هدد كل ما تقوم بحمله على رأسها بالسقوط.

رغم دهشتي وحيرتي مما أرى أمامي حيث تتناقض هيئة تلك الصغيرة الدقيقة مع كم ما تحمله فوق رأسها والذي يثقل عليها، إلى جانب اضطرابي عن كيفية تعديل وضع هذا الحمل قبل أن يسقط ويحدث كارثة، إلا أنني لم استطيع التغيب كثير في هذا الصراع الدائر في رأسي فأسرعت بالانطلاق لمحاولة مساعدتها في تعديل وضع هذا الحمل وبدأت في محاولات عدة لأقوم بضبط الطبق فتميل الصينية فأضبط الصينية فيتزحزح الصاج، وأضبط كل الحمل فوق رأسها فلا تتحمل رأسها الصغيرة وتبدأ في الميل، وفي النهاية استطعت إتمام المهمة وعدلت ما تحمله لمنع التهديد بالسقوط، ولكني نصحتها بالعودة إلى الفرن لترك أحد الاشياء التي تحملها وإيصال الباقي ثم العودة لأخذ ما تركته.

اقرأ أيضا: قصص قصيرة يوسف السباعي قصة وادي القلوب المحطمة

لم استطيع تمييز تعبيرات وجهها لاستشف رد فعلها أو ما يجول برأسها كرد فعل لنصحي وكلماتي بسبب ما تحمله فوق رأسها، حيث غطى وجهها ولم يساعدها على رفعها بشكل واضح، وبعد لحظات استعادت فيهم الفتاة سيطرتها على ما تحمله فوق رأسها استأنفت سيرها وهى تغمغم بكلمات غير مفهومة لم استطع سوى التقاط كلمة ستي من بين تلك الكلمات.

ظللت أتابعها وهى تخترق الشارع والزحام وأنا اتفحص خطواتها التي تخطوها بسيقانها التي تشبه سيقان الكتوت وملابسها المهترئة البالية الواسعة والتي لا تليق إلى كممسحة للأرض لا كملابس لطفلة صغيرة، ولاحظت كم تحاول تثبيت قدميها العارية الدقيقة في الأرض مع كل خطوة تخطوها وهى تحمل هذا لحمل الثقيل وتحافظ على ثباتها وتراقب حركة العربات في الشارع حتى تستطيع العبور بسلام.

واستمرت مراقبتي لها ولتمايلها من وقت لآخر بسبب الحمل على رأسها إلا أنها كانت سريعًا ما تستعيد ثباتها، وكل ذلك مع نظراتي المراقبة والمتفحصة لها وأنا اتوقع سقوطها أو سقوط ما تحمل في أي لحظة، إلا أنها أتمت مهمتها في عبور الشارع أخيرًا، كل ذلك وأنا مستغرق في تلك المراقبة لما تقوم به تلك الصغيرة، ولكن قبل أن تختفي عن انظاري ثبتت لبعض الوقت فاعتقدت أن ما تحمله اختل وسيسقط فأسرعت إليها حتى اقوم بإنقاذها وفي خضم ذلك التشتت من جانبي كادت إحدى السيارات أن تدهسني.

اخيرًا وصلت إليها ولكن لفت نظري أن حملها في وضع ممتاز وليس مهددًا مرة أخرى بالسقوط ولكنها وقفت وقد ثبت نظرها على أطفال في مثل عمرها وحجمها يلعبون بالكرة ويلهون ويضحكون، وهى في خضم تلك المشاهدة رغم وقوفي بجانبها لم تنتبه إلى وجودي كما أنها عادت لاستأنفت سيرها إلى وجهتها مرة أخرى وعند الزاوية التي ستتخذها وتختفي التفت بما تحمله ونظرة على الأطفال الذين يلعبون بتلك العينين الداكنتين لفترة وتوجهت لتكمل سيرها لتغيب عن مرمى عيناي تمامًا.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى