قصص وعبر

قصص قديمة من الواقع في غاية الحكمة والموعظة “الجزء الأول”

قصص قديمة من الواقع

ما القصة هي إلا عبارة عن عصارة تجارب السابقين وحكمتهم التي توصلوا إليها خلال حياتهم الطويلة جمعت لتكون عبرات ومواعظ يحذو على خطاها أقوام آخرون ليستفيدوا منها ويعملوا بما جاء بها، وللقصص أهمية قصوى في حياتنا إذ أنه بإمكان شخص أن يعيش تجارب الحياة المريرة ليستخلص حكمة ما بإمكانه قراءتها في ثوان معدودات.

إن تلك التوعية من القصص متنوعة ومتعددة وبها الكثير من العظات التي تغير حال الإنسان من حال إلى حال.

أولا/ قصة “أنت ومالك لأبيك”:

بيوم من الأيام كان هناك رجلا دار عليه الزمان فكبر سنه ووهن عظمه واشتعل رأسه شيبا، وكان لديه ابنا واحدا لم يرزق بغيره، كان هذا الرجل العجوز يدين لرجل ما بمائة ألف جنيه ولكنه يخفي هذا السر عن ابنه الوحيد الذي كان يعمل جادا لتوفير الأموال من أجل زفافه على حبيبته التي لطالما أحبها كثيرا ورغب بالزواج منها بأقرب ووقت ممكن؛ وبيوم جاء صاحب الدين وتكلم مع الرجل العجوز ولكن هذه المرة كان الابن يسمع كلام صاحب الدين دون أن يشعر بوجده أحد منهما، جاء صاحب الدين مهددا ومنذرا إذ أنه انتظر العجوز طويلا ولم يسدد له شيء؛ وفي اليوم التالي ذهب الابن البار بوالده إلى صاحب الدين وأعطاه كل ما يملك من الأموال التي كان يدخرها لزفافه وكانت تبلغ ستة وعشرون ألفا، ووعده بسداد بقية المبلغ في أقرب فرصة ممكنة وأنه سيسددها كلها عن أبيه، وافق صاحب الدين واتصل على والده ليخبره بأنه قد رجع عن كلامه وكل تحذيراته وأن الله قد رزقه بابن بار به.

حسرة وألم:

بمجرد أن علم الأب المغلوب على أمره بما فعله ابنه المسكين ذهب على الفور إلى صاحب الدين وتوسل إليه ليعيد الأموال لابنه وأنه سيسدد الدين كاملا، ولكن يتوجب عليه أن يعيد الأموال التي أخذها من صغيره حتى يتمكن من الزواج بمن يحب خوفا من تأخره عن الموعد المحدد بسبب تضحيته بالمال فداءا لأبيه، ولكن صاحب الدين أبى فلم يكن بوسع الأب سوى الدعاء لصغيره الذي أنهكه العمل الدءوب.

الجزاء من جنس العمل:

واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء الأب المسكين ورزق الابن البار بوالده حيث بعد أيام قلائل يتقابل الشاب لصديق له لم يقابله منذ سنوات طوال ليخبره بأنه قد رشحه لمقابلة رجل أعمال شهير يريده أن يعمل معه ويدير له شركاته الخاصة ولم يجد الصديق من هو أنسب منه بهذه الوظيفة؛ عوضه الله بأضعاف مرتبه غير أنه قد حظي بمكانة مرموقة في المجتمع وتبدل حاله من بعد حال، تزوج بالفتاة قبل الميعاد المحدد وسدد كل دين والده وعاش حياة مليئة بالاستقرار والمحبة وكل هذا بفضل بره لوالده يوما.

ثانيا/ قصة تروي اجتهاد طفل صغير

بيوم من الأيام حضر طفل صغير إلى متجر ليشتري بعض الأغراض، وبعدما انتهى من كل شيء استأذن صاحب المتجر في استخدامه للتليفون، فوافق الرجل بكل سرور ولكنه ظل متابعا للطفل الصغير، جلب الطفل كرسيا وتعلى عليه وبعدها طلب رقما وردت عليه سيدة، فطلب منها العمل في حديقتها الخاصة بمنزلها الفخم فهو جيد بزراعة النباتات والورود والأشجار وجيد في الاهتمام بها، ولكن السيدة رفضت بشدة وأخبرته بأن لديها من يهتم بها بالفعل وهو في غاية الأمانة، فطلب منها الطفل بأنه بريد العمل معها وسيتقاضى نصف أجر الأمين الذي يعمل لديها ولكنها رفضت أيضا بشدة، فعرض عليها أخيرا بأنه سيقوم برعاية السيارة وتنظيفها ولكنها رفضت أيضا وقالت أنها في غنى عن كل ذلك فمن يعمل لديها لا يجعلها في حاجة شخص آخر وأغلقت الخط بعدها؛ اندهش صاحب المتجر من إصرار الصغير وفطنته الشديدة وملامح الذكاء التي تبدو عليه وتنصب على تصرفاته، وعلى الفور أخبره بأنه يريده للعمل معه في المتجر اعترض الطفل وبين له سبب اعتراضه إذ أنه بعمل لدى تلك السيدة ولكنه يختبر مدى أمانته وإخلاصه في العمل لديها من خلال تلك المكالمة، فيا له من طفل صغير ولكنه في غاية الفطنة والذكاء، انبهر صاحب المتجر بشخصيته التي في غاية الروعة والجمال.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى