قصص الأنبياء

قصص الانبياء حازم شومان قصة موسي وقارون

قصص الانبياء حازم شومان

نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص الانبياء حازم شومان قصة موسي وقارون، فالقصة في القرآن لها اهمية كبيرة جدا فهى باب من ابواب التعريف بالأمم السابقة، وهى واحدة من الادلة على ان القرآن ودعوة الانبياء السابقين تخرج من مصدر واحد، وهى وسيلة للعبرة والعظة واستنباط الاحكام كما أن لها العديد من الاهداف و الفوائد. لذا نرجو ان تنال القصص اعجابكم.

موسى وقارون

قصة قارون تخبرنا عن واحدة من اهم الفتن التي يمكن أن تمر على الناس في مختلف الازمان وهى فتنة المال والزينة، وقد حدثت قصة قارون مع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام فيمكن أن نعتبر قصة قارون هى واحدة من فصول قصة موسى عليه السلام.

قال تعالى ” إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ  (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ  (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ  (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ  (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ  (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ  (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ” ( القصص من 76 إلى 82 ).

نزلت الآيات التي تحكي قصة قارون بعد مرور سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام  بنكبة عام الحزن وكانت تحكي عن فتنة قوية وتدور احدث القصة على ارض مصر وقبل عبور قوم سيدنا موسى عليه إلى سيناء، وتحكي عن واحد من قوم سيدنا موسى عليه السلام ويقال انه كان ابن عم سيدنا موسي ولكنه بغى وتحدى نبي الله بل وتحدى الله عز وجل، وكان قارون ذراع فرعون في مصر وكان من الاثرياء وملاك الكنوز في زمنه، وقد ذكر في القرآن انه اوتى من الكنوز ما يتعب من حمل مفاتيحها الاقوياء من الرجال، ورغم كل تلك النعم التي انعم الله بها عليه كان من المتبجحين والفرحين بهذه الكنوز ويختال بها على قومه.

وفي احدى المرات نصحه مجموعة من المؤمنين من قومه وقالوا له لا تفرح فان الله لا يحب الفرحين، ويجب أن يبتغي في كل ما يعمل الدار الآخرة، وان يأخذ من ما اعطاه الله نصيبه للاستمتاع بالدنيا وأن لا ينسى حق الله في امواله والإحسان مما اعطاه الله، وأخيرا البعد عن الفساد فهو ما لا يحبه الله ابدًا.

كان رد قارون أن كل ما لديه من كنوز بسبب ما اوتي من علم ، وقد كان قارون يتمتع بالذكاء فعرف كيف يرد على ما قاله قومه بشكل اكثر تأثيرًا واقل جهدًا في المناقشة وهو أن يرى الناس ما لديه من نعم وكنوز، لذا قام بالفعل فخرج في موكب يستعرض كنوزه وما يتمتع به قارون في قصوره  سواء كان مال أو ذهب أو جواري أو رجال من اقوى الرجال وكل ما خطر على النفوس من ترف وعز، وكان هذا المشهد دلالة على مدى فهم قارون لطبيعة الناس فالجميع يقاوم ما يسمع ولكن أن ترى تلك الفتن فهو امر مختلف.

حصل قارون على الاثر الذي يبغيه إذ شق صف القوم واسقط الكثير من القوم فبدأ القوم يتساءلون يا ليتنا مثله فهو اوتى قارون من الحظ الكثير و كان هؤلاء هم الجهلاء من القوم، ولكن كان رد فعل اصحاب العلم مختلف وكانوا هم القلة فقالوا وهم يصيحون بالناس لإيقاظهم يا ويلكم ان ما عند الله وما يمن به علينا هو الخير ولن يرزق بهذه الخيرات إلا من صبروا على ما مر بهم من فتن ومصاعب في الدنيا.

جاء بعد هذه الفتنة الجبارة التي قدمها قارون للناس رد رب العزة أن خسف بقارون وداره أي كنوزه الأرض حتى يترك للناس رسالة بأن الله يأخذ الناس من حيث لا يحتسبون، وهم في مكان قوته وعزته وما يظن أنه يجعله الاعلى من الجميع ولم يستطع أحدًا من انصاره أن ينقذوه.

كان العقاب والخسف الذي نزل بقارون له بالغ الاثر فمن كانوا يتمنون حظ قارون بدءوا يشعرون بالندم وعادوا إلى الله واعترفوا بأن الله يرزق من يشاء ولن يفلح الكافرون مما يدل على ان الحادثة كشفت الغشاوة عن اعين الناس وعن مشكلة أن الرزق بيد الله يهبه لمن يشاء أيًا كان شكل هذا الرزق ومن نعمة الله علينا انه منع عنا ما تمنيناه بأن نكون مثل قارون وإلا كان طالنا الخسف فيا للعجب من امر الناس الذين حمدوا الله على المنع لا العطاء.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى