قصص الأنبياء

قصص الأنبياء كليم الله عليه السلام ومعجزاته

لقد كان لقصص الأنبياء بالقرآن الكريم أكثر من ثلثه، ويرجع ذلك لمدى أهميتها على حياة كل مسلم منا، ومدى أهمية اتباعها ومدى أهمية أثرها على تكوين شخصية كل واحد منا.

فالأنبياء والرسل هم القدوة الحسنة التي يجب علينا جميعنا كبارا وصغارا الاتخاذ بها والسير قدر المستطاع على نهجه، وعلينا أن نجعلهم بوصلة في تربية أبنائنا وإنشائهم.

قصة كليم الله “موسى” عليه السلام

إن سيدنا “موسى” عليه السلام من أولي العزم من الرسل، ولد عليه السلام في عهد فرعون الطاغية الذي كان يتقلد الحكم في ذلك الوقت.

وكانت لولادة سيدنا “موسى” عليه السلام قصة من الجدير بالذكر ذكرها، كان بنو إسرائيل يتدارسون فيما بينهم من الأثر الذي كان معهم من سيدنا إبراهيم عليه السلام أنه سيخرج من ذريته غلام سيكون هلاك ملك مصر على يديه، وكانت هذه البشارة بمثابة الشيء الوحيد الذي يصبر بني إسرائيل على كل الظلم والقهر الذي يتعرضون له على أيدي فرعون وجنوده.

وصلت هذه النبوءة لفرعون إذ ذكرها له بعض أمرائه، وعلى الفور أمر فرعون بقتل كل غلام يولد، وعلى الرغم من كل الحذر والاحتراز إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يري فرعون وهامان وجنودهما مدى قدرته سبحانه وتعالى، على الرغم من أنهم كانوا سببا في هلاك أمماً بأسرها.

ولما وضعت أم موسى وليدها خشيت عليه من بطش فرعون وجنوده، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليها أن ترضع صغيرها ومن ثم تضعه في تابوت وتلقي بالتابوت باليم؛ وفعلت بما أوحي إليها وجعلت ابنتها تركض خلف التابوت لتعرف أين سيذهب وتتقصى عنه.

ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يستقر التابوت أمام قصر فرعون، فيأمر رجاله بالتقاطه، وعندما فتحوه وجدوا وليدا ذكرا بداخله، ألقى الله سبحانه وتعالى محبة “موسى” عليه السلام بقلب امرأة فرعون، وعلى الرغم من قرار فرعون الطاغية بقتل كل ذكر إلا إن قدرة الله سبحانه وتعالى فوق الجميع، ينشأ ويتربى سيدنا “موسى” عليه السلام بقصر فرعون.

ويأبى سيدنا “موسى” عليه السلام كل المراضع، فتفطن أخته وتقول للحرس إنها تعرف مرضعة وتأتيهم بها، وإذا بها أم “موسى” عليه السلام فترضعه ويقبلها دونا عن كل المرضعات، وبذلك يقر الله سبحانه وتعالى عينها بجمعها بوليدها من جديد.

الاستشهاد بآيات من الذكر المبين:

قال تعالى في كتابه العزيز بسورة القصص: (نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ، وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ، وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا ۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، ۞ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).

معجزات سيدنا موسى عليه السلام:

لقد كان سيدنا “موسى” عليه اللام من أولي العزم من الرسل إذ أنه صبر كثيرا على فرعون وجنوده وعلى قومه بني إسرائيل، أيَّد الله سبحانه وتعالى سيدنا “موسى” عليه السلام بعدد من المعجزات لتكون بينة للناس على قدرة الله سبحانه وتعالى ومدى هيمنته على الخلق أجمعين، علاوة على أن نبي الله “موسى” عليه السلام قد أيه الله سبحانه وتعالى بالوحي، ومن أشهر المعجزات التي أيد الله سبحانه وتعالى بها سيدنا “موسى” عليه السلام ما يلي:

  • معجزة العصا والتي تحولت بقدرة الله سبحانه وتعالى لثعبان مبين:

إن معجزة عصا موسى عليه السلام من أشهر معجزاته، عندما أراد فرعون أن يثبت للناس كافة أن “موسى” ما جاءهم إلا بالسحر وأنهم يريدهم أن يخسروا آلهتهم وآلهة آبائهم، ولا يريد إلا الإفساد، فأجمع على جمع كل السحرة ليخزي “موسى” عليه السلام، وكان موعدهم يوم الزينة وحشر الناس كافة؛ فأيد الله سبحانه وتعالى نبيه “موسى” عليه السلام بأن أمره بأن يلقي عصاه فإذا هي ثعبان مبين، تتلقف كل ثعابين السحرة من حولها، وكان أول من آمن بموسى ورسالته هم سحرة فرعون أنفسهم، فكان عقابهم أشد العقاب من فرعون بأن صلبهم في جذوع الشجر عندما أعرضوا عن الرجوع في قرارهم باتباع “موسى” وربه.

  • معجزة اليد البيضاء:

أيد الله سبحانه وتعالى بها سيدنا “موسى” عليه السلام، قال تعالى في كتابه العزيز بسورة القصص: (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ۖ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ).

  • معجزة انشقاق البحر:

عندما أصر فرعون الطاغية وجنوده على تعذيب بني إسرائيل، أوحى الله سبحانه وتعالى لموسى بالخروج مع قومه من مصر، ولما علم فرعون الطاغية بأمرهم سارع في مطاردتهم ليلحق الأذى بهم، فأوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه “موسى” عليه السلام أن يضرب البحر إذ أن “موسى” عليه السلام وقومه لم يكن أمامهم إلا البحر من أمامهم وفرعون وجنوده خلفهم، فانشق البحر وبات طريقا يبسا مر من خلاله سيدنا “موسى” وقومه للجانب الآخر.

قال تعالى في كتابه العزيز بسورة الشعراء: (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ).

اقرأ أيضا لأبنائك: قصص الأنبياء مبسطة للأطفال 

وأيضا.. قصص الأنبياء طارق السويدان

قصص الأنبياء كاملة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى