قصص أطفال

قصص اطفال بعنوان تجربة حقيقة لإعطاء درس قيم في التحكم بالنفس أثناء الغضب

للقصص فوائد جمة ولاسيما قصص اطفال عند النوم، إن تلك النوعية من هذه القصص يحبها الصغار ولا أكاد أجزم حينما أقول والكبار، إذ تبعث على الطمأنينة بالنفس وتشعر بالحنان والدفء ومشاعر الأبوة؛ تلك النوعية من الأدب الفني يستخدمها الآباء في جذب انتباه صغارهم وتلقينهم بعض دروس الحياة وجعلهم أقوياء لاستقبالها حتى يقووا على هذه التجربة التي لا محالة منها ولا مفر.

إن أطفالنا هم فلذة أكبادنا نفعل المستحيل من أجل توفير كل ما هو أفضل لهم ومن أجل مستقبل مزهر باسم لهم؛ تساعدنا قراءة القصص لهم على فعل كل ذلك وأكثر ولكن كل ما علينا فعله هو انتقاء الأفضل من بينهن دائما وسرده بطريقة مثلى من أجل أن يتذكرها أحبابنا الصغار دائما بطريقة كأنها قد نقشت على حجر والتصقت بعقولهم الصغيرة.

القصـــــــــــــــــــــــــة:

قصص معبرة للأطفال تساعدهم على تعّلم السيطرة على مشاعرهم والتحكّم في نوبات غضبهم لديهم، من أعظم القصص التي من الممكن أن تذكرها لصغارك في هذا الباب…

يحكى أنه في قريةٍ صغيرةٍ، عاش طفلٌ صغير يُسمى “أحمد”، وقد اتسم بأنه طيّب القلب ومحبوب من قبل الجميع، كانت الصفات التي اتسم بها “أحمد” أكثر من رائعة غير أنه كان سريع الغضب.

فكان كلّما انزعجَ “أحمد” من أمر أو شعر بالضيق والضجر، كان يصرخ أو يركل الأشياء من حوله ويحطم كل ما يأتي أمام عينيه، لاحظ والده تكرار نوبات غضبه، فقرّر أن يُعلّمه درسًا في كيفية التحكّم في غضبه السريع.

وفي صباح يوم مشمس جميل، أعطى الأب لطفله “أحمد” كيسًا مليئًا بالمسامير ومطرقة صغيرة على قدر حجم يده، وقال له ناصحا: “أريدك يا بني في كلّ مرّة تشعر فيها بالغضب وتفقد أعصابك، خُذ هذه المطرقة ودُقَّ مسمارًا في سياج الحديقة”.

وبالفعل في اليوم الأول من طلب والده، كان أحمد غاضبًا جدًا، ودقّ 39 مسمارًا في السياج، وفي نهاية اليوم، شعر بالتعب الشديد من كل هذا الدقّ، فقد أخذ منه مجهودا عظيما، ولكنه شيئًا فشيئًا، ومع مرور الأيام، بدأ “أحمد” يلاحظ كيف يتغيّر مزاجه للأفضل، وبدأ يفكّر قبل أن يغضب، ويحاول التحكّم في مشاعره لكيلا يرهق نفسه بدق المسامير بهذه الأعداد الهائلة، واستمر على هذا الحال يحاول جاهدا تهدئة نفسه أثناء الغضب، فبدأ عدد المسامير التي يدقُّها في السياج يتناقص يومًا بعد يوم.

وبعد عدة أسابيع من رياضة نفسه، جاء اليوم الذي لم يفقد فيه أحمد أعصابه إطلاقاً ولم يدقّ فيه أيّ مسمار، فرح “أحمد” فرحا كثيرًا بالإنجاز الذي حققه وركض فرحا إلى والده ليخبرهُ بالخبر الرائع.

ابتسم الأب وقال لابنه: “أحسنت يا بُني، صدقا لقد أسعدت قلبي؛ والآن، لدينا مهمة جديدة، علينا أن ننزع مسمارًا واحدًا من السياج في كل يوم تنجح فيه في التحكم والسيطرة على أعصابك”.

ومرّت الأيام، وكانت المسامير تختفي من السياج مسمارا تلو الآخر، حتى جاء اليوم الذي أصبح السياج خاليًا تمامًا من أيّ مسمار قد وضع فيه، فتوجّه أحمد مسرعًا ليخبر والده بالخبر السار.

أمسك الأب يد “أحمد” وذهب به إلى السياج، نظر الأب إلى السياج، وقال لابنه: “إنك رائع يا بُنيّ! لقد تعلّمت كيف تتحكّم في غضبك وتسيطر على مشاعرك، وهذا شيءٌ عظيمٌ للغاية؛ ولكن انظر يا أحمد إلى السياج الآن، هل ترى شيئًا مختلفًا؟”

نظر أحمد إلى السياج وقال: “نعم يا أبي، يوجد ثُقوب وفتحات مكان المسامير القديمة”.

أومأ الأب برأسه في رسالة ضمنية لابنه وقال: “لقد أزلت المسامير حقا من السياج يا بني، ولكّن العلامات لا تزال موجودة، بني عليك أن تعلم أن البشر كذلك، فعندما تغضب وتجرح أصدقائك بكلمات قاسية، فإنّها تترك جروحًا غائرة في قلوبهم، حتى وإن اعتذرت بعد ذلك، فإنّ هذه الجروح تترك ندوبًا ستبقى موجودة معهم دائمًا”.

تعلّم يومها “أحمد” درسًا مهمًا، وبات من حينها يُفكّر قبل أن يتكلّم، لأنه عرف أنّ الكلمات، مثل المسامير، يمكنُ أن تترك أثرًا لا يُمحى.

العبرة من قصة اليوم:

علينا أن نعلم صغارنا أن كلمة واحدة في لحظة غضب قد تترك جرحًا لا يمكن مداوته بكل لغات الاعتذار، بل يمكن للكلمة أن تنهي علاقات لا يمكن استعادتها مهما حاولنا جاهدين، ومن أجل ذلك علينا أن نعلم صغارنا أن يكونوا طيبين دائمًا وأن ينتقوا كلماتهم في لحظات الغضب حتى لا يصيبهم الندم فيما بعد.

اقرأ لصغارك مزيدا من قصص اطفال من خلال:

قصص اطفال قبل النوم 3 من أروع ما يكون على الإطلاق

وأيضا/ قصص اطفال بوابة الصغار إلى الحياة

قصص اطفال قبل النوم طويلة مكتوبة بعنوان رسمة بسيطة كسفت الستار عن سر عظيم

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى