قصص أطفال بعنوان آداب الاستماع وآداب الحديث للصغار
إن قصص أطفال هي شكل تقليدي من أشكال رواية القصص، إذ أنها تحكى للطفل وهو في سريره ليستعد للنوم.
وقصص أطفال اعتبرت على مدى طويل من الزمن وسيلة تأسيس واضحة في العديد من الأسر، سرد قصص أطفال قبل النوم تعود بفوائد عديدة للأهل وللأطفال أيضا؛ فالروتين الثابت من رواية القصص قبل النوم يمكنه أن يحسن من تقدم عقل الطفل أثناء نموه، كما أنه يعمل على تعزيز العلاقة بين الآباء والأبناء.
القصـــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص الأطفال المفيدة والقصيرة جداً..
في يوم من الأيام، دخل الابن الكبير (عنده 8 سنين) البيت وهو طاير من الفرحة..
يوسف: “يا بابا أنا النهاردة مبسوط جداً! ساعدت راجل عجوز غلبان كان مش عارف يعدي الشارع عشان رجليه تعباه ونظره ضعيف، كان واقف بيبص للناس من غير ولا كلمة، كأنه بيستنجد بأي حد يساعده.. قلبي وجعني عليه بجد، قمت واخد بالي من العربيات وماسك إيده، وفضلت واقف حماية ليه لحد ما عدى الناحية تانية بسلامة”.
أبوه رد عليه وقال: “بارك الله فيك يا حبيبي.. عارف اللي أنت عملته ده اسمه في ديننا (احترام الكبير وتوقيره)”.
في الوقت ده، كان أخوه الصغير “مصطفى” قاعد وحاطط رجل على رجل، فمامتة قالت له بهدوء: “مصطفى.. ينفع تقعد القعدة دي؟!”
مصطفى استغرب وقال: “يا ماما، مالها قعدتي بس؟ ما أنا قاعد عادي أهو!”
أبوه رد عليه بهدوء: “يا مصطفى، مش من الذوق أبداً إنك تقعد وحاطط رجل على رجل قدام الناس، خصوصاً لو قاعد مع حد أكبر منك، وبالذات لو كان…”
مصطفى قاطعه وقال: “بس أنا مكنتش…”
مامته قاطعته المرة دي وقالت: “يا مصطفى، أنت مش واخد بالك إنك بتصلح الغلط بغلط أكبر منه؟ أنت قاطعت بابا وهو بيعلمك الغلط اللي لسه عامله حالا!”
مصطفى بص لباباه ووشه في الأرض: “أنا آسف يا بابا.”
الأب: “يا بني وحبيب قلبي، من احترامك للكبير إنك تديله كل اهتمامك وهو بيتكلم، وتسمعه كويس جداً، ولو حبيت تتكلم استأذن الأول، وتختار أحلى الكلام، وصوتك ميعلاش أبداً.”
مصطفى: “أوعدك يا بابا إني هعمل كده.”
وبعد شوية، الجد جه يزورهم.. أول ما الأم فتحت الباب، الكل جري ووقف عشان يسلم على الجد، إلا مصطفى فضل قاعد!
الأب: “يا مصطفى، قوم سلم على جدك.”
مصطفى قام بسرعة وهو ملخوم: “أهلاً يا جدي.. وحشتني.. اتفضل.”
الجد: “يا مصطفى، من أدب احترام الكبير إنك تقوم تقف له أول ما تشوفه.”
مصطفى بدأ يتهته: “أنا.. أصل أنا كنت…”
الأب: “بالراحة على نفسك يا حبيبي، إحنا بنتعلم واحدة واحدة.”
القصة الثانية بعنوان آداب الحديث مع الآخرين:
في يوم عادي في المدرسة، المعلمة كانت بتقول: “النهاردة يا ولاد هنتعلم أنواع الطيور..”
وملحقتش تكمل كلامها، راح مصطفى مقاطعها: “يا ميس الموضوع ده سهل خالص، أنا عارفهم كلهم!”
المعلمة حاولت تلم الموقف وقالت: “أنا عارفة إنك شاطر ومجتهد يا مصطفى، بس ياريت تسمعني كويس، عشان هقول معلومات أول مرة تسمعها، وكمان…”
قاطعها تاني وقال: “وليه التعب ده ما أنا عارفهم فعلاً!”
المعلمة اتضايقت بس مسكت نفسها وقالت: “خليني أشرح يا مصطفى ليك ولزمايلك.”
مصطفى قال: “أنواع الطيور يا ميس هي العصافير والنسور و.. و.. الصقور.”
المعلمة هنا غضبت جداً وقالت: “يا مصطفى أنت مش بتسمع الكلام خالص، وبتشوش على زمايلك وبتمنعهم يستفيدوا.. أنا لازم أعاقبك على اللي عملته ده.”
المعلمة خلته يقف ووشه للحيطة لغاية ما الحصة خلصت، وبعد ما الجرس ضرب والولاد مشيوا، المعلمة فضلت قاعدة عشان تدي مصطفى درس وتفهمه هي عملت كده ليه..
المعلمة: “أنا عارفة إنك زعلان مني، بس أنت…”
وبرضه قاطعها وقال: “أنا عملت إيه بس؟ أنا كنت بجاوب على السؤال، مش عارف بتعاقبيني ليه!”
المعلمة: “مصطفى.. لو سمحت اسمعني للآخر. روح للتربيزة اللي هناك دي وهات لي…”
وقبل ما تكمل، جرى على التربيزة وجاب “قلم” واداهولها وهو بيقول: “اتفضلي القلم أهو!”
المعلمة حطت إيدها على رأسها وقالت: “يا رب صبرني.. يا مصطفى لازم تتعلم (أدب الاستماع)، وده من أهم آداب الكلام، لما حد يكلمك لازم تسمعه للآخر ومن غير ما تقاطعه؛ ومن آداب الكلام كمان إن صوتك ميكونش عالي زي ما عملت في الحصة.. كل ده تصرف مش لائق.”
مصطفى والندم باين عليه: “أنا آسف جداً يا ميس.”
المعلمة طبطبت على رأسه وقالت: “أنا عارفة إنك ولد مؤدب، بس أنت بتكرر غلطك وده اللي بيزعلني منك، وقبل ما تقاطعني، كنت هطلب منك تجيب (شنطتي) من على التربيزة مش القلم، عشان أطلع لك منها حتة حلويات جميلة.”
مصطفى ابتسم وقال: “خلاص فهمت يا ميس.. من هنا ورايح مش هقاطع حد أبداً وهسمع الكلام للآخر ومش هغلط تاني.. ممكن بقى آخد الحلاوة؟!”
اقرأ مزيدا من قصص أطفال من خلال:
3 قصص أطفال غاية في الروعة والجمال وذات عبرة وفائدة عظيمة











