قصص قصيرة

قصة قصيرة عن التنمر المدرسي مع كيفية التصدي له

قصة قصيرة عن التنمر

إن التنمر يعتبر شكل من أشكال الإيذاء والإساءة للنفس البشرية، وغالبا ما يكون التنمر تصرف وفعل موجه من فرد أو مجموعة لفرد أو مجموعة أخرى، والتي غالبا تكون الأضعف.

وللتنمر أشكال كثيرة، منها التنمر بالإساءة اللفظية، ومنها التعدي بالعنف البدني أو حتى بالإيماءات.

والتنمر فعل متكرر على مر الزمن، وله الكثير من السلبيات على النفس تصل لحد الانتحار.

التنمر المدرسي وكيفية التصدي له

صورة لفتاة حزينة القلب
قهر ومآسي وآهات بسبب ظاهرة التنمر

بيوم دراسي بدأت ظاهرة التنمر على إحدى الفتيات الحسناوات بالفصل الدراسي، وعلى الرغم من جمالها الفائق إلا أنها شرعت في رؤية نفسها مثلما يصفونها بأنها الأقبح على الإطلاق وبأنها بدينة أيضا!

ومن المؤسف أن تنمرهم كان يصل لدرجة أنها عندما تعود لمنزلها تجد ورقا كثيرا قد كتب عليه أبشع العبارات وأسوئها، فتجد نفسها تجلس وحيدة حزينة غارقة في دموعها.

كانت هذه الفتاة تعاني بكل يوم، لقد كرهت النظر لنفسها بالمرآة، كل ما كانت تفعله أنها تجيد دراستها وتكره التظاهر أمام الآخرين مما جعلها تبدو ضعيفة أمامهم جميعا، وتربة خصبة لأسوأ الأفعال التي يجيدونها وهي التنمر عليها.

لقد وصل بهم الأمر للعنف البدني، فقد كانوا كثيرا ما يدفعونها لتسقط على الأرض، وبكل يوم عادت به للمنزل لاحظ أهلها مدى انقلاب مزاجها، لقد كرهت الفتاة المدرسة وهي كانت أحب الأشياء لقلبها، لم تعد الفتاة تتناول الطعام معهم مثلما كانت تفعل وتصر على فعل ذلك، لم تعد مرحة كثيرة الضحك، بل أصبحت انطوائية سريعة الغضب والانفعال.

لم تدري الفتاة ماذا فعلت، ولا ماذا يتوجب عليها أن تفعل، كانت كلما تعرضت للتنمر منهم أو الإيماءات وقعت على نفسها أصوات ضحكاتهم وكأنها آلات حادة تمزق قلبها فتسيل منه الدماء، لم يعد بمقدور الفتاة التركيز في دراستها حتى أنها مستواها الدراسي تدنى بشكل ملحوظ للغاية مما أحزن عليها جميع مدرسيها.

كان لأساليب زملائها بالفصل أثر سلبي على نفسها، لقد كانت تتمنى الفتاة الموت بكل لحظة من لحظات حياتها، كادت لتصل لمرحلة من الممكن أن تنهي حياتها بنفسها؛ لولا خشيتها من علم أهلها بالأمر لتغيبت بكل يوم عن المدرسة، لولا خشيتها من الحزن الذي من الممكن أن تتسبب به لقلب والديها وإخوتها لتركت المدرسة من الأساس.

ولاضطرارها الذهاب للمدرسة تكرر معها ما يتكرر يوميا، لقد ألقى الشاب لها بورقة قد كتب بها اسمها وبعدها نعتها بأقبح صفتين قبيحة وخاسرة؛ فتحت الفتاة الورقة ووجدت ما بها، التفتت إليها صديقتها وأخيرا قررت التصدي والدفاع عن صديقتها، قمت بوضع خط عريض على كلمتي قبيحة وخاسرة، وكتبت بخط جميل وبقلم لونه أجمل هي الأجمل على الإطلاق!

نظرت إليها الفتاة وابتسمت ولم تدمع عينيها مثلما تفعل بكل يوم، وعندما رأت صديقتها هذه الابتسامة الجميلة التقطت الورقة من أمامها وذهب لصاحبها، وبقوة وضعت الورقة أمامه..

صديقة الفتاة: ” أنا لا أستغيث ما تفعله من أمور مع صديقتي”.

الشاب ببرود متناهي: “وما الذي أفعله؟!، وأي صديقة تتحدثين عنها؟!، يا ترى على هذه القبيحة الخاسرة؟!”

صديقتها: “إن صديقتي جميلة وللغاية ولا أحد منا يستطيع إنكار هذا الشيء، إنها متميزة ومتفوقة دراسيا علينا جميعا، إنها فريدة من نوعها، إنها طالبة مثلها مثل كل واحد منا بهذه المدرسة؛ وإن كان لديك مشاكل مع أحد منا، فعليك أن تبقيها مع نفسك، ولا تظهر جوانبك السلبية على أي منا.

شيء أخير هل لديك أدنى فكرة عما تسببه أفعالك بنفس أحدهم؟!”.

التفتت لكل من بالفصل: “هل ينبغي علينا أن نشاهد ما نشاهده ونقف مكتوفي الأيدي؟!

سنكون حينها سيئين للغاية، وربما أسوأ منه هو شخصيا، لا ينبغي علينا الجلوس والنظر لكل ما يجري من حولنا دون اتدخل والتصدي لكل هذه الأفعال والتصرفات الغير إنسانية بالمرة”.

نظرت إليه من جديد: “لم يتوجب عليك أن تكون بكل هذه القسوة؟!”

تقربت الصديقة الوفية من صديقتها الفتاة طيبة القلب والتي كانت لتودي بحياتها لولا أنها تمسكت بحبل الله المتين واستعانت بالله العلي العظيم.

كانتا لا تفترقان عن بعضهما البعض حتى أنهما كانتا تدرسان سويا وتلهوان وتلعبان.

تغيرت نظرة الفتاة للحياة بسبب موقف صديقتها والتي أثبتت وعن جدارة معدنها الطيب الأصيل.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصة عن التنمر بعنوان “عانيا من التنمر وبالنهاية انتصرا وكللا قصة كفاح حبهما بالزواج”

قصص وعبر للأطفال مكتوبة بعنوان الجدة العجوز وتنمر الصغير

3 قصص قصيرة عن الاخلاق والفضائل

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى