قصص طويلة

قصة طويلة بعنوان قَبلَ أن تُحاسب، انظُر من تُناسب!

من منا لا يحلم ببناء بيت سعيد هادئ يملأه الأمان والهدوء؟!

من منا لا يطمح إلى شريك حياة يفهمه دون أن يتكلم يؤثره على نفسه؟!

من منا لا يحلم بالذرية الصالحة التي تكون إمدادا له بحياته وبعد مماته؟!

جميعنا نحلم ونطمح، لذا علينا أن نحاسب قبل أن ننظر من نناسب.

             القصــــــــــــــــــــــــــــــــة:

من الأجمل النصائح التي تسدى يوما أنه قِبلَ أن تُحاسب، انظُر من تُناسب….

في بدايات العشرين من عمره، كان شابًا يحمل حلمًا نقيًّا صافيا، يحلم بالبيت الهادئ، وزوجة صالحة تعمره، وعُمرٍ يُبنى بالحُب لا بالهدم، وأبناء يكونون ذرية صالحة، يهنأ كلما نظر إليهم، ولازال حلمه لا يغيب عن باله على الإطلاق، قابعا بداخله في كل خطوة يخطوها بالحياة.

وفي يوم من الأيام جلس بجوار رجلٍ حكيم، رجل مرّت عليه سنين، وانكسرت على أبواب حكمته الكثير من الحكايات، سأله عن نصحه حول حلم عمره البيت الهادئ والزوجة الصالحة، فقال له الحكيم:

(يا بني أراك شديد الإصرار، سآتيك سؤلك خُذها منّي، نصيحة لا يُخبرك بها كثيرون، أن تحب فتاة يوما سهل للغاية، وأن تتزوّج من الممكن جدا، ولكن أن تختار شريكة حياتك بشكل صحيح، فهُنا يكمن الامتحان.

وإليك نصيحتي، احذر يا بُني من العنيدة، تلك التي تظن أن القوة في الندّية، تظن من داخلها أن كرامتها بالندية، ولا تعلم أنها أقرب للسقوط بالندية تلك منها للرفعة.

أما النوع الثاني فاحذر من ربيبة الجوع، تلك التي ترى المال ربًا، فتجدها تبيع ودّك لأجل قطعة ذهب وربما ثوبا مزخرفا.

والنوع الثالث يا بني احذر وإياك من الماديّة، تلك التي تبيع يومها ومستقبلها على أعتاب الأسعار لا المشاعر على الإطلاق مهما قدمت لها.

وإن يوما رأيت فتاة لا تستشير أباها، فإنها لا تحترم له قولا، ولا تعبأ له رأيًا؛ حينها ارحل في صمت ولا تبرر سببا للرحيل، فمن لم تحترم أباها كيف لها أن تحترمك أنت يوما؟!

وإن لاحظت أن أمّها هي من تقوم بتسيير البيت دونا عن الرجل، فعليك أن توقن حينها وتفهم أن التاريخ سيُعيد نفسه.

وإن رأيتها تَنشر تفاصيل بيتها على الملأ وتشتكي هنا وهناك، وتلمّح هنا وهناك؛ فثق يقين الثقة بأن سرك في الهواء، وأمانك الذي تنشده ما هو إلا مجرد وهم.

واحذر يا بني ممن تدعي أنها (الست القوية المستقلة) ليس فعلا ولا جوهرا وإنما تلك التي تتغنّى بالكِبر لا بالاستقلال،

تلك التي تراها لا تحتاجك اليوم، هي نفسها غدًا، قد تقف ضدك لا بجانبك.

وإن لاحظت عليها أنها تأخذ أفكارها من أصوات الشاشات، ممن يهدمون البيوت وينادون بتحرر المرأة وحقوق المرأة

فقل لها وإن كنت بمنزلها بعد عقد القران: السلام عليكم وفقك الله مع من هو خير وأفضل مني!

وإياك يا بني والتافهة التي لا يملأ عقلها علم، ولا يُنير قلبها دين، ولا يشغل لسانها إلا الناس من حولها، فتذهب حياتها بين القيل والقال.

وإياك يا بني من التي لا تخجل من جُرأتها، فتُجاهر وتتبجّح، تتعامل مع الحياء وكأنه صار عيبًا لا فضيلة.

وإياك يا بني ممن لها ماضي وعلاقات متعددة، فالقلب الذي اعتاد الحرام، لا يمكن أن يعرف معنى الإخلاص.

واحذر من الهشّة، التي تنهار أمام الكلام المعسول، فالرجل بالنسبة لها من السهل عليه أن يهزمها بكلمة، ويخطفها بنظرة.

وإياك من الأنانية التي لا تعترف إلا بنفسها، فتجدها تعيش لنفسها، وتراك وسيلة للحصول على كل ما تريد لا شريكًا.

واحذر ثم احذر بيتًا تقوده امرأة، فهذه النوعية من البيوت يُسحق فيها الرجل، وتُطفأ فيها الهيبة، يا بني ذلك بيت مهزوز، وسقوطه مسألة وقت ليس إلا!

ثم نظر إليه الشيخ بعينٍ دامعة وقال:

(زوجتك يا بُني هي ظَهرك، عليك أن تعلم هذا يقينا وتعمل به أبد ما حييت، فإيّاك أن تترك ظهرك مكشوفًا في زمنٍ امتلأ بالذئاب، ثم إياك وإياك أن تختار من تهدمك بيدها وهي تظن أنها تنتصر لنفسها”

ثم التفت الشيخ وقال:

يا بني إنني لا أخاطب الرجال وحدهم، ولكل فتاة أيضا،

لا تتزوجي إن لم تفهمي أن الزواج مودة ورحمة لا منازلة وندية.

إن لم تقولي يا بنيتي في لحظة حُب: حاضر، وفي لحظة غضب: حقك علي؛ إن لم تفهمي أن طاعتكِ لزوجكِ ليست ضعفًا منك وإنما قُوة، وأن الاعتذار لا يُنقص من قيمتكِ بل يرفع قدركِ، فلا تتزوجي.

فقد تُعجبين رجلاً بجمالكِ، وربما تعجبين رجلا بتديّنك الظاهري، ولكن ما يصنع الحب الحقيقي في الحقيقة هي الطاعة بالمعروف، واللين، وحُسن المعاشرة.

عليكِ أن تفهمي أن الزوجة الصالحة هي قانتة حافظة مطيعة، لا تُعاند أبدا ولا تُكابر، تعرف يقينا متى تتراجع ومتى تُربّت على قلب زوجها.

لذا أنتِ أيضا أيتها الفتاة قبل أن تُحاسبي انظُري من تُناسبي؛ فلا ترتضين بالبخيل الضعيف الأناني ابن أمه زائغ العيون، الكذاب، النرجسي، المنافق؛ لا تضحوا بأعماركم لأن الزواج ليس ورقة وإنما هو عمر بأكمله!

اقرا مزيدا من قصص طويلة من خلال:

قصة طويلة قبل النوم في منتهى الروعة لأجل صغارنا

وأيضا/ قصص حب مؤثرة طويلة قصة بعنوان من يصلح الملح إذا الملح فسد؟!

قصص حب طويلة وكاملة قصة حمدا لله أني أحببتك يوما

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى