قصص الأنبياء

قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام كاملة بالتفصيل وبنائه للكعبة

من اجمل قصص الانبياء المليئة بالاحداث و العبر المفيدة هي قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام ، فقصص الانبياء ليست مجرد احداث و قصص نتناولها عبر الاجيال ، بل هي اشبه بالحكم التي نتعلم منها كيف انتشر الاسلام وبدأ ، فقد ارسل الله تعالى الانبياء و الرسل لجعل الناس يحيدون عن عبادة الاصنام و الاوثان ، وجعلهم يؤمنون بالله الواحد القهار ، و اليوم نقدم لكم قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام والمواقف التي مر بها خلال دعوته ، فنتمنى ان تستفيدوا من هذه القصة و نتمنى ان تنال اعجابكم.

 

قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام

 

كان قوم نبي الله ابراهيم عليه السلام من الاقوام التي تعبد الاصنام ، كما ان والده ( آزر ) كان من بين الذين يقومون بتصنيع هذه الاصنام ، وعندما بدأ ابراهيم عليه السلام دعوته بدأها بمحاولة جعل والده يؤمن بالله تعالى ، كان ابراهيم عليه السلام يستعمل اسلوب اللين مع ابيه ، فقد كان يذكره بان هذه الاصنام ما هي الا حجارة لا تنفع ولا تضر ، ولكن على الرغم من كل هذه المحاولات الا ان والد ابراهيم عليه السلام ظل على ما هو عليه ، ولم يؤمن بالله تعالى ، بل وطلب الاب من ابنه ان يبتعد عنه و ان يتركه و يهجره.

 

اقرأ ايضا : قصة سيدنا عيسى عليه السلام كاملة بالتفصيل

 

انتقل بعد ذلك سيدنا ابراهيم عليه السلام الى دعوة قومه لجعلهم يؤمنون بالله وحده لا شريك له ، ويمتنعون عن عبادة تلك الاصنام ، قوم ابراهيم عليه السلام لم يكونوا فقط يعبدون الاصنام بل كانوا ايضا يعبدون الكواكب ، وهنا حاججهم النبي ابراهيم عليه السلام في عبادة الكواكب ، حيث ان سيدنا ابراهيم عليه السلام سألهم عن الكوكب الذي يظنون هم انه اله ، وعندما غاب هذا الكوكب اخبرهم ابراهيم عليه السلام ان الله لا يمكن له ان يغيب ، ولكن ايضا جميع محاولات سيدنا ابراهيم عليه السلام بائت بالفشل ، فقومه ظلّوا على عنادهم و تكبرهم.

قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) ، توجه ابراهيم عليه السلام الى قومه وسألهم : ما هو النفع الذي يعود عليكم من عبادة هذه الاصنام ؟ ، كانت الاجابة انهم وجدوا آبائهم واجدادهم يعبدون هذه الاصنام ، وعندما استمر القوم في عنادهم توعدهم ابراهيم ليثبت لهم ان هذه الاصنام لا تنفع ، وقد ذُكر ذلك في الآية الكريمة : ( وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ) ، وجدير بالذكر ان الطبري يذكر ان ابراهيم عليه السلام قد حلف هذا اليمين في سره ولم يسمعه سوى من افشى به الى قومه عندما رأوا ما قام به ، حيث قام ابراهيم عليه السلام بتكسير هذه الاصنام و جعلها حطاما ، ما عدا اكبر هذه الاصنام فقد تعمد ابراهيم ان يضع الفأس فيعلق في رقبته ، وكل هذا ليثبت لقومه ضعف هذه الاصنام.

 

و يمكنكم ايضا قراءة : قصة سيدنا شيث عليه السلام كاملة وهل تم ذكره في القرآن الكريم ؟

 

عندما اتى القوم و وجدوا اصنامهم محطمة تسائلوا من قام بهذا ؟ ، اخبرهم ذلك الشخص الفاشي انه سمع ابراهيم يتوعد بتكسير هذه الاصنام ، طلب القوم حضور ابراهيم عليه السلام لسؤاله ، عندما تم سؤال ابراهيم عليه السلام عن تكسير هذه الاصنام اجابهم بان كبيرهم هذا الذي علق الفأس في رقبته هو من قام بذلك ، واثبت ابراهيم عليه السلام بذلك ان هذه الاصنام ما هي الا حجارة ليست حتى قادرة على الدفاع عن نفسها ، على الرغم من ذلك الا ان قوم ابراهيم عليه السلام قرروا معاقبته ، فاجتمع القوم و قرروا ان يقوموا باحراق سيدنا ابراهيم عليه السلام حيا ، ويرى بعض العلماء ان قوم ابراهيم قاموا بحبسه داخل احد المنازل وقاموا بجمع كمية كبيرة من الحطب ومن ثم اشعال النار في هذا الحطب بغرض حرق المنزل و حرق ابراهيم عليه السلام.

وعندما بدأت عملية الحرق قالت السماء و الارض و الجبال و الملائكة : ( يا ربنا إن إبراهيم يحرق فيك”، فرد الله -تعالى- أن هو أعلم به منهم ) ، وقد قيل ان ابراهيم عليه السلام قام برفع رأسه نحو السماء قبل ان يقذفوه في النار وقال : ( اللهم أنت الواحد في السماء، وأنا الواحد في الأرض ليس في الأرض أحد يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل ) ، وعندما قام القوم بقذف سيدنا ابراهيم عليه السلام في النار نادى جبريل عليه السلام ان يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم ، و قد روي ان سيدنا ابراهيم ظل في النار لمدة تتراوح ما بين ( 40 – 50 ) يوما ، كما روي ايضا ان ابراهيم كان يصف تلك الايام التي عاشها وهو في النار انها ايام جميلة جدا ، وتمنى ان تكون جميع ايامه مثل هذه الايام ، ولكن لا يوجد ما يثبت صدق هذه المقولة.

 

قصص
قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام

 

كان سيدنا ابراهيم عليه السلام يعتمد في نقاشه مع القوم الكافرين على اسلوب المناظرين ، ومن ضمن الملوك الكفّار الذين ناظرهم ابراهيم عليه السلام النمرود ، وهو حاكم بابل ، فقد كان النمرود حاكما ظالما جبارا في تلك الفترة ، وعندما اتى ابراهيم عليه السلام الى النمرود اتبع معه النبي ابراهيم اسلوب المناظرة ، قال النمور لابراهيم عليه السلام : من هو ربك ؟ ، كان الرد كما ورد في الآية الكريم : ( رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) ، كان رد النمرود انه ايضا يحي ويميت ، حيث قام باحضار اثنين من السجناء فاقدم على قتل احدهما وترك الآخر يعيش ، هنا علم سيدنا ابراهيم عليه السلام ان الذي اعتاد قلبه على الظلال لن يخرج الى النور ابدا ، ولكن النبي ابراهيم عليه السلام لم ييأس وظل في هذا الجدال مع الملك النمرود.

هنا طرح سيدنا ابراهيم عليه السلام حجته الثانية ، حيث ذُكر ذلك في القرآن الكريم في قوله : ( فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، وكان هذا تحد واضح من سيدنا ابراهيم عليه السلام للنمرود ، بطبيعة الحال لم يقدر النمرود على الرد ، ولكن على الرغم من ذلك استمر في عناده و كفره ولم يؤمن بما اتاه به سيدنا ابراهيم عليه السلام ، بل وظل النمرود هو ذلك الحاكم الظالم الجبار الذي ظن ان لا احد في هذه الارض قادر على ايقافه ، فبالرغم من حجج سدينا ابراهيم عليه السلام الا انه لم يؤمن بالله وحده لا شريك له.

 

اقرأ كذلك من خلال موقعنا : قصة سيدنا يحيي عليه السلام كاملة بالتفصيل

 

بعد فشل سيدنا ابراهيم عليه السلام في جعل النمرود يؤمن بالله قام ابراهيم بمغادرة البلاد هربا من بطش النمرود ، وقد هاجر ابراهيم مع زوجته سارة الى الشام ، ولكن لان بلاد الشام في تلك الفترة كانت بلاد فقيرة فقد اتجه الى مصر ، عندما وصل الى مصر والتي كان يحكمها حاكم ظالم ايضا وشي احد العامة من الشعب للملك ، بان هناك من اتى الى مصر ومعه امرأة شديدة جمال ، وهنا سأل هذا الملك ابراهيم عن هذه المرأة التي معه فقال انها اخته ، وعندما طلبها الملك توضأت سارة ودعت الله ان ينقذها من هذا الحاكم الظالم ، استجاب الله عز وجل لدعاء سارة واصاب هذا الملك نوبة شديدة من الالم حتى امر برحيل سارة وارسل معها هاجر.

تزوج سيدنا ابراهيم عليه السلام من هاجر و انجب اسماعيل ، في البداية فرحت سارة جدا لذلك ولكن بعد ذلك تسللت الغيرة الى قلبها ، فطلبت من ابراهيم عليه السلام ان يذهب بهاجر و اسماعيل الى مكان بعيد جدا ، استجاب نبي الله ابراهيم عليه السلام لطلب سارة وقد اوحى الله له بذلك ، فاخذ هاجر وابنه اسماعيل و توجه بهما الى مكة المكرمة ، عندما ترك ابراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنه اسماعيل في ذلك الموضع شاء الله عز وجل ان ينبع في هذا الموضع ماء زمزم ، وهنا تجمع الناس ، كما بدأ ابراهيم عليه السلام في زيارة هاجر كل فترة ، وفي الزيارة الثالثة قال ابراهيم عليه السلام لابنه اسماعيل عليه السلام ان الله يأمره ان يبني بيتا وان تعينني في بنائه ، فقال اسماعيل عليه السلام : اذا عليك طاعة الله عز وجل ، كان كلا من ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام يرددان : ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، وعندما انتهيا من بناء هذا البيت امر الله عز وجل نبيه ابراهيم عليه السلام ان يؤذن في الحج.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. “بعد فشل سيدنا ابراهيم عليه السلام في جعل النمرود يؤمن بالله”
    سلامات ؟ ايش الجهل هذا ؟
    ابراهيم عليه السلام مهمته انه يبلغ الرساله ليس ان يهدي الناس. و نجح بتبليغ الرساله لنمرود و النمرود اختار ان يكفر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى