قصص الأنبياء

قصة سيدنا أيوب عليه السلام كاملة ومدى صبره على الابتلاءات الشديدة

إن نبي الله “أيوب” عليه السلام قد ورد ذكره في القرآن الكريم، كما وأنه عليه السلام يضرب به المثل عند كل العرب في الصبر، فيقال.. يا صبر أيوب!

كما أنه يعتبر سيدنا “أيوب” عليه السلام أحد أنبياء الأديان الإبراهيمية ألا وهي اليهودية والمسيحية والإسلام.

وسيدنا “أيوب” عليه السلام في ديننا الإسلام هو نبي واجب احترامه من قبل جميع المسلمين، ولا يذكر اسمه عليه السلام إلا ومن المفترض علينا جميعا أن نقول بعده عليه السلام، فقد تم ذكر نبوته في قرآننا الكريم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).

قصــــــــــة سيدنا أيوب عليه السلام كاملة

لقد كان سيدنا “أيوب” عليه السلام يمتلك أموالا كثيرة لا حصر لها حيث أنه كان يمتلك الكثير والكثير من الأنعام والمواشي، ولديه الكثير والكثير من العبيد، والكثير من الأراضي الواسعة الشاسعة، فقد كانت أراضي الثنية من أرض خوران ببلاد الشام ملكا لسيدنا “أيوب” عليه السلام.

وقد كان لسيدنا “أيوب” عليه السلام الكثير من الأبناء والأقارب أيضا؛ وقد ورد عن الحسن البصري وعن “وهب ابن منبه” أن سيدنا “أيوب” عليه السلام كان كثير الجود وكثير السخاء وعابدا لله سبحانه وتعالى مؤديا لجميع واجباته وقائما بجميع حقوق الله سبحانه وتعالى عليه، وقد بلغ درجة من رضا الله سبحانه وتعالى عليه لدرجة أن الملائكة كانوا يصلون عليه في السماوات.

وأن إبليس عليه اللعنة قد سمع صوت الملائكة وهو يصلون على سيدنا “أيوب” عليه السلام، فقد كان إبليس وجنوده يقعدون مقاعد من السمع فيستمعون فيها إلى كلام الملأ الأعلى، وما كان من إبليس إلا أنه عليه اللعنة طعن أمام الله سبحانه وتعالى في صدق إيمان سيدنا “أيوب” عليه السلام، وأن سيدنا “أيوب” عليه السلام يعبد الله بسبب ما أنعم الله عليه من كثرة في المال وكثرة في الأولاد والخدم وصحة تامة؛ وأنه لو سلط الله عليه فذهبت كل أنعمه من سيدنا “أيوب” عليه السلام، فإن سيدنا “أيوب” حينها لن يفعل ما يفعله بل سيترك كل خير كان يفعله ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى، ولن يشكر الله سبحانه وتعالى على الإطلاق.

أذن الله سبحانه وتعالى لسيدنا “أيوب” عليه السلام بالاختبار، فجعل للشيطان سلطان على سيدنا “أيوب” عليه السلام في أذيته في كل ما يزول من الدنيا ومتاعها، ولكنه لم يجعل له سلطان على روح سيدنا “أيوب” عليه السلام وقلبه وضميره؛ وقد قال تعالى في كتابه العزيز على لسان سيدنا “أيوب” عليه السلام في سورة ص (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ).

فأعلن إبليس عليه لعنة الله حربه على ممتلكات سيدنا “أيوب” عليه السلام في بداية الأمر، فقام بتسليط جنوده وكل أتباعه ليقوموا بحرق كل أملاك نبي الله “أيوب” عليه السلام، وفي كل مرة كان يأتيه بخبر شيء من ممتلكاته من أراضٍ أو أنعام كان يقول له نبي الله أيوب عليه السلام: (إنا لله وإنا إليه لراجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ، فلا ينبغي علينا أن نفرح حين يعطينا الله من فضله عارية، ثم نجزع إن استرد منا عاريته).

ولما رأى إبليس عليه اللعنة الصبر والثبات من سيدنا “أيوب” عليه السلام جاء إلى بيت قد اجتمع فيه كل أبناء نبي الله “أيوب” عليه السلام، فعمد إلى زلزال من أسفلهم فانهار البيت من فوقهم فقتلوا جميعا؛ فجاء إبليس عليه اللعنة بخبرهم لنبي الله “أيوب” عليه السلام، فأجابه بنفس الجواب بكل مرة يأتيه بخبر مماثل: (إنا لله وإنا إليه لراجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ، فلا ينبغي علينا أن نفرح حين يعطينا الله من فضله عارية، ثم نجزع إن استرد منا عاريته)، لقد كان عليه السلام مسلما وراضيا بأمر الله سبحانه وتعالى وقضائه.

ولما رأى إبليس عليه اللعنة مدى ثباته وصبره عليه السلام على الرغم من فقده لكل أمواله وممتلكاته وكل أبنائه تسلط على جسده، فنفخ في جسده نفخة وألقى بداخل جوفه شيئا، فأصابت نبي الله عليه السلام علة جعلته يضعف ويهزل وتخور كل قواه؛ وبقي سيدنا “أيوب” عليه السلام صابرا على كل ما أصابه من ابتلاءات؛ يحمد اله سبحانه وتعالى في السر والعلانية، ويواظب على تأدية واجبات الطاعة وكل عباداته لمدة جاوزت الثمانية عشر عاما.

وعندما أتم الثمانية عشر عاما وقد كان صابرا على كل الابتلاءات بشتى أنواعها حامدا الله سبحانه وتعالى شاكرا إياه، غير أنه عليه السلام أحس أن الناس الصالحين قد أساؤوا الظن في الله سبحانه وتعالى، وقد أرجع ذلك لما رأوه من كثرة الابتلاءات التي مر نبي الله “أيوب” عليه السلام وطولها؛ في هذه اللحظة دعا نبي الله “أيوب” عليه السلام ربه أن يزيل عنه الضر وتسلط إبليس وأعوانه…

قال تعالى في كتابه العزيز بسورة الأنبياء (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ)؛ فأذهب الله سبحانه وتعالى عنه البلاء، وشفاه وأعاد عليه صحته وعافيته ورزقه وأبدله بأولاد وزاد عليه في أمواله.

قصـــــــة سيدنا أيوب عليه السلام بطريقة أخرى:

يقال أن نبي الله “أيوب” عليه السلام قد لبث ومكث في بلاءه الشديد خمسة عشر عاما، وخلال سنوات ابتلائه الشديد ابتعد عنه القريب والبعيد، ولم يبق معه إلا رجلين من إخوانه، وقد كانا هذين الرجلين من أخص إخوانه، فقد كانا يغدوان عليه ويروحان؛ وفي يوم من الأيام قال أحدهما للآخر: (نعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنب مثله أحد من العالمين)..

فقال له الآخر: (وما ذاك الذنب؟!)

فقال له: “من ثمانية عشر عاما لم يرحمه الله، ويكشف عنه ما به!)

ولما ذهبا لسيدنا “أيوب” عليه السلام لم يطق الرجل صبرا حتى أفاض بكل ما قيل بينهما وذكر لنبي الله كل شيء.

فقال له نبي الله أيوب عليه السلام: (لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان يذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، وذلك كراهية أن يذكر الله إلا في الحق).

وقد كان نبي الله “أيوب” عليه السلام يخرج ليقضي حاجته، فكانت زوجته تمسك عليه يده حتى يبلغ؛ فلما كان ذات يوم تأخر عليها، وكان قد أوحى الله سبحانه وتعالى حينها إلى نبيه “أيوب” في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب؛ ولما استبطأته زوجته فأقبل عليها، وقد أذهب الله سبحانه وتعالى ما به من ضر وبلاء، وقد صار أحسن مما كان عليه من قبل.

فلما رأته زوجته قالت: (أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله أيوب ذاك المبتلى؟!،  والله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا)!

فقال: (فإنني أنا هو)!

وقد كان لنبي الله “أيوب” عليه السلام أندران، أندر للقمح والآخر للشعير؛ فأرسل الله سبحانه وتعالى بسحابتين، ولما كانت الأولى على أندر القمح أمطرت عليه الذهب حتى فاض منه، وأمطرت السحابة الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض.

الآيات التي ذكر فيها اسم نبي الله “أيوب” عليه السلام:

لقد ذكر نبي الله “أيوب” عليه السلام في القرآن أربعة مرات….

قال تعالى في سورة النساء الآية 163 (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).

وقال تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنعام الآية 84 (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).

وقال تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء الآية 83(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ).

وقال تعالى في كتابه العزيز في سورة ص الآية 41: 44(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ).

لماذا صبر نبي الله أيوب عليه السلام ؟ 

إن في قصة نبي الله سيدنا “أيوب” عليه السلام لعبرة عظيمة، ما أحوجنا جميعا لها، ألا وهي عبرة الصبر على الابتلاءات؛ وشيمة الصبر من أعظم الشمات التي من الممكن أن يتحلى بها امرئ، وقد جاءت قصة نبي الله “أيوب” عليه السلام بالصبر مهما بلغ الأمر من عناء وشقاء.

فقصة سيدنا “أيوب” عليه السلام تدعونا للصبر وتهدينا إلى الرضا بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى والرضا بحكمه فينا؛ وقد كان نبيه خير مثال للصبر والرضا، فقد استطاع أن يصبر على ابتلاءات عظيمة وشديدة للغاية احتسبها عند الله سبحانه وتعالى.

لقد صبر نبي الله “أيوب” عليه السلام على فقده لأمواله جميعها وأبنائه أجمعين، كما أنه صبر على فقده لصحته وجسده بالكامل؛ كان صابرا حامدا لله على كل أنعمه؛ وكل ذلك ولم يسلم من قومه فقد اتهموه عليه السلام أن كل ما أصابه ونزل به من بلاء عظيم إنما حل عليه بسبب ذنوب عظيمة قد أصابها.

فقال لهم سيدنا أيوب عليه السلام: (إن بي قلبا شاكرا وحامدا لله، وجسدا على البلاء صابرا).

وجاء في الذكر أن “ابن مسعود” يقول: (رضي الله عن نبيه أيوب عليه السلام إنه مات له من أولاد سبعة من الذكور ومثلهم من الإناث، وعندما أراد الله سبحانه وتعالى تعويض نبيه رزق زوجته بسبعة بنين وسبع بنات).

يقال أنه في يوم من الأيام تمكن الشيطان من أن يملأ قلب زوجة سيدنا “أيوب” عليه السلام باليأس وفقدان الأمل، ومازال يوسوس لها حتى ذهبت لنبي الله “أيوب” عليه السلام، وسألت زوجها قائلة: (حتى متى يعذبك الله؟!، أين المال والأولاد، وأين الصديق والرفيق، وأين شبابك وعزك القديم؟!)، وأخيرا طلبت منه زوجته أن يدعو الله ليرفع عنه البلاء ويرحمه من هذه الابتلاءات.

فقال لها نبي الله “أيوب” عليه السلام: (كم لبثنا في الرخاء؟!)

فقالت: (ثمانين عاما).

فقال لها سيدنا “أيوب” عليه السلام: (إني أستحي من الله أن أدعوه، وما مكثت في بلائي المدة التي مكثتها في رخائي).

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

قصة سيدنا يعقوب عليه السلام كاملة ومفصلة كأنك ستقرأها لأول مرة!

وأيضا… قصة سيدنا إسحاق عليه السلام كاملة كما لم تقرأها من قبل!

قصة سيدنا إلياس عليه السلام مختصرة وكيف مات عليه السلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى