قصص الأنبياء

قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اعظم البشر اجمعين الجزء الخامس

رأينا في الجزء السابق تفاصيل هجرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة الى المدينة المنورة برفقة صاحبه ابي بكر الصديق ، وكيف اختبئ عليه السلام مع ابي بكر في غار ثور لمدة ثلاثة ايام ، ظلت قريش تبحث طويلا عنهما حتى وصلا الى باب الغار ولكن الله حرم رؤية النبي على اعينهم ، والآن لنستكمل معا تفاصيل رحلته عليه السلام الى المدينة المنورة برفقة صاحبه ، لنتابع.

 

قصة النبي محمد اعظم البشر الجزء الخامس

 

بعد ذهاب قريش وتركهم للغار اكمل الرسول عليه الصلاة والسلام رحلته مع صاحبه ابي بكر الى المدينة المنورة ، بعدها وصل عليه السلام الى قباء وبنا بها مسجدا ، وظل الرسول عليه السلام في قباء لمدة 14 ليلة ، بعدها سار معه اخواله من جده عبد المطلب حيث كانوا يحمونه عليه السلام من اليهود في المدينة ، واخواله عليه السلام هم زعماء بني النجار في يثرب ، كان اول ما قام به الرسول عليه الصلاة و السلام هو بناء المسجد الاعظم والذي ستقام فيه جميع الشعائر الدينية الاسلامية.

 

اقرأ ايضا : قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اعظم البشر اجمعين الجزء الاول

 

بعدها عكف رسول الله عليه الصلاة و السلام على تنظيم الحياة في المدينة المنورة ، تجدر الاشارة الى ان المدينة المنورة في تلك الفترة لم يكن بها فقط مسلمين بل كان بها ايضا اليهود ، وبها ايضا المشركين من الاوس و الخزرج ، والذين كانوا على صلة بقريش في مكة المكرمة ، عندما علمت قريش في مكة بوصول النبي الكريم الى المدينة المنورة جن جنونهم ، وقرروا ان ينتقموا من هذه الاهانة التي اصابتهم من خلال اتباع طريق الحروب بين قريش واتباع الرسول عليه الصلاة و السلام في المدينة المنورة.

كعادتهم اتفق اليهود فيما بينهم على اظهار الود و المحبة للرسول عليه السلام ، واخفاء ما في باطن قلوبهم من كفر لدين الاسلام ، ولكن الرسول عاملهم بحكمة ، فمضى معهم العهود التي لو نكثوها لحاربهم الرسول عليه الصلاة والسلام ، وبالطبع سيكون سبب الحرب واضحا و حجة عليهم لا على الرسول الكريم ، كان اليهود يظنون ان الدين الاسلامي دين ظلال ، وان اليهود هم شعب الله المختار ، حيث كان المسلمين في البداية يصلون نحو قبلتهم ، وهي المسجد الاقصى ، وذات ليلة من الليالي ، وبالتحديد في منتصف شهر شعبان ، نزل جبريل من السماء الى الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

و يمكنكم ايضا قراءة : قصة سيدنا نوح عليه السلام للأطفال وما هي معجزته ؟

 

جاء جبريل بالبشارة لرسول الله عليه الصلاة و السلام وهي التوجه بالقبلة نحو المسجد الحرام في مكة المكرمة ، كان ذلك بعد حوالي 16 شهرا من الهجرة ، شعر اليهود بالغضب الشديد ، وقد تم ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ، وفي العام الثاني من الهجرة نزل الاذن من الله تعالى للمسلمين بالقتال ، فقد حمل المسلمين السيوف وتواجهوا مع الكفار في المعارك و الحروب.

كان سبب هذه الحروب هي ما تقوم به قريش من عدوان تجاه المسلمين ، فقد كانت قريش هي البادئة بالعدوان ، وكان المسلمين في حاجة الى الرد على هذه الانتهاكات ، وكان الرسول عليه الصلاة و السلام كلما ارسل سرية للقتال ، كان يوصيهم قائلا : ( سيروا باسم الله وفي سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا ) ، كما كان عليه الصلاة و السلام ينهى اتباعه عن قتل الاطفال و النساء و كبار السن ، كما كان عليه السلام يأمر امير سرية المسلمين بدعوة الكفار الى دين الاسلام اولا قبل القتال.

 

اقرأ كذلك من خلال موقعنا : قصة سيدنا هود عليه السلام للأطفال وما هي معجزته عليه السلام ؟

 

فان استجاب الكفار لم يقاتلهم ، اما اذا لم يستجيبوا فقد كان امير السرية يستعين بالله تعالى ويبدأ القتال في سبيل الله ، كما كان عليه السلام يقول : ( يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا ) ، في ذلك الوقت قرر ابو سفيان ان يقوم بجمع ما تركه اصحاب الرسول عليه الصلاة و السلام في مكة المكرمة ، وان يذهب بحاجاتهم ليبيعها في الشام ، واثناء عودة ابي سفيان من الشام اذن الرسول عليه الصلاة و السلام لاصحابه بالخروج له ، لعلهم يعودون باشيائهم ، كان ذلك في العام الثالث من الهجرة و في شهر رمضان الكريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى