إن من أهم فوائد قراءة قصص الأطفال لصغارنا هي تنمية مهارة الاستماع والإنصات لديهم.
فالغالبية العظمى من الأطفال لا يجيدون الاستماع على الإطلاق، فالأطفال دوما مشغولون بالتحدث عن متطلباتهم وكيفية الحصول عليها، وبذلك نمكنهم من الاستماع وتوصيل قيمة هادفة لديهم من خلال قصة ممتعة.
قصـــــة الفيل والنملة
في إحدى الغابات الهادئة كان يعيش فيل متفاخر للغاية بحجمه الضخم دونا عن بقية الحيوانات، كان فخره الزائد سببا في مشاكل كثيرة حلت على كثير من الحيوانات الأخرى.
كان ذلك الفيل مغرورا للغاية، ونظرا لغروره الزائد وفخره بنفسه كان دوما كثيرا السخرية من الآخرين، دوما يسبب لهم المشاكل بعدد لا حصر له؛ وبيوم من الأيام كان يسير الفيل في الغابة بتفاخر وتباطأ في خطواته، وإذا به يرى ببغاء أعلى الشجرة فيجن جنونه على الببغاء…
الفيل: “أنت أيها الببغاء ألا تخافني ألا تخشاني؟!”
الببغاء: “ولم أخافك وأخشاك أيها الفيل؟!”
الفيل: “لأنني أقوى وأضخم حيوان بكل أرجاء الغابة، ولا يوجد حيوان أقوى وأضخم مني”.
الببغاء: “إذا وماذا تريد مني أيها الفيل المغرور؟!”
الفيل: “أريدك أن تنحني كلما رأيتني مارا في الغابة”.
الببغاء: “هذا أبعد عنك كبعد السماء عن الأرض، إنني لا أنحني لأحد سوى الله سبحانه وتعالى”.
الفيل: “ألا تعرف ما الذي يمكنني فعله؟!”
الببغاء: “لا يمكنك فعل أي شيء تجبرني به على الانحناء لك”.
فقام الفيل المغرور بلف خرطومه الطويل حول الشجرة الضخمة التي يقف أعلاها الببغاء ليعطي الببغاء ويلقنه درسا لن ينساه أدبا ما حيي.
تمكن الفيل من اقتلاع الشجرة الضخمة من جذورها، وقام بهزها فاختل توازن الببغاء فحلق بعيدا كل البعد عن الفيل، ومن حينها لم يراه أي حيوان بالغابة مجددا.
تعالت ضحكات الفيل قائلا: “أرأيت أيها الفيل ما يمكنني فعله، أنتم الحيوانات جميعكم ضعفاء أمام قوتي وعظمتي”.
وبكل يوم كان يذهب به الفيل المغرور والمختال بقوته للنهر ليروي عطشه، كان يقابل به النملة الصغيرة حيث أن منزلها عند النهر، كان بكل مرة يزيد عليها مصاعب الحياة ولا يدعه تمر من أمامه بسلام، بيوم وضع لها صخورا بطريقها، وهكذا المهم أن لا تسلم من أمره على الإطلاق.
وبيوم من الأيام كانت النملة الصغيرة عائدة منزلها تحمل على ظهرها الطعام الذي كانت قد جمعته، وإذا بالفيل يسألها قائلا: “ما هذا الذي تحملينه أيتها النملة الصغيرة؟!”
فأجابته قائلة: “إنه طعام أجمعه قبل أن تمطر السماء”.
وإذا به يرتشف رشفة كبيرة من مياه النهر بواسطة خرطومه، ويصيب بها النملة فيفسد طعامها وتبتل كليا، غضبت النملة كثيرا، وبينما هي تستشيط غضبا كان الفيل تتعالى ضحكاته.
النملة في غضب: “اضحك كما يحلو لك أيها الفيل، سألقنك درسا لن تنساه طالما حييت”.
الفيل: “أأنتِ أيتها الصغيرة تلقنينني درسا لن أنساه، يا نملة لو رفعت قدمي ووضعتها عليكِ لأبدتكِ، ألا ترين حجمكِ أيتها الضئيلة؟!”
فرت النملة هاربة من غرور الفيل ومن بطشه، وغادر الفيل فرحا مسرورا على ما فعله بالنملة الصغيرة.
وباليوم التالي خرجت النملة تجمع الطعام كعادتها، وإذا بها تجد الفيل نائما بالغابة، فخطرت لها فكرة تمكنها من تنفيذ وعيدها للفيل الذي ازداد شره وأذيته لسائر الحيوانات.
وبينما كان في نوم عميق تسللت النملة الصغيرة داخل خرطوم الفيل، وقامت بعضه بأقصى قوة عندها، من شدة الألم الذي لحق بالفيل استيقظ من نومه صارخا والدموع تتساقط من عينيه، ولازال الفيل يصرخ ويستغيث ويسأل ويتوسل الذي بداخل خرطومه الطويل الضخم أن يخرج.
ولكن النملة أبت الخروج إلا بعدما تلقنه درسا قاسيا، وبالفعل سالت الدموع غزيرة من عيني الفيل الضخم، وأخيرا خرجت النملة من الداخل، وعندما رآها الفيل تعجب من أمرها، فسبح الله سبحانه وتعالى وأقلع عن طبع الغرور الذي طغى على كل خلق جميل بداخله.
أيقن الفيل حينها عندما شعر بضعفه مدى البؤس والشقاء الذي وضع به كل حيوان اغتر بقوته وبعظم حجمه عليه، اعتذر الفيل وطلب العفو من كل الحيوانات التي ضايقها من قبل، ومن حينها لم يخطر ببال الفيل أن يؤذي أحدا من الحيوانات، بل استخدم طاقته وقدرته وقوته في مساعدتهم جميعا في كل ما يحتاجون إليه.
اقرأ أيضا:
قصص أطفال الروضة بالصور بعنوان “البطة الطيبة”
قصص أطفال بالفرنسية مترجمة Trois perroquets jaloux الثلاثة ببغاوات شديدي الغيرة