قصص مضحكة

حكايات مضحكة جزائرية قصيرة بعنوان ذات الدم الخفيف

تعتبر الصفات الشخصية التي يتحلى بها كل امرئ منا من الأمور المتأصلة بداخلنا منذ بداية حياتنا، ولكن مع تقدم العمر بنا والممارسة تتغير هذه الصفات للأفضل ومن الممكن أن يكون للأسوأ أيضا، ويرجع ذلك لما يلاقيه الإنسان منا وما يمر به من مواقف ومصاعب وظروف بالحياة.

ولا توجد صفة من الصفات التي نتحلى بها تتفوق على صفة المرح وخفة الدم، فمعظمنا يميل لمن يجعلونهم يضحكون دوما وينسون هموم الحياة بأكملها، لذلك جميعنا يميل لاكتساب هذه الصفة الجميلة.

يعتبر الضحك شكلا من أشكال الفرح والسرور الذي يدخل على قلب الإنسان منا، وله تعابيره الخارجية التي تظهر على الوجه من التبسم وتعابيره الداخلية التي بإمكانها تغيير طباع الجسد داخليا وتحوله جذريا من الحزن للفرح والسرور.

في بعض الأحيان وبعض المواقف يكون الضحك فيها معديا، حيث يكون بإمكانك الضحك بمجرد رؤيتك لشخص يضحك حتى وإن كنت جهل بذلك الشخص كليا، إلا أن ضحكاته تدفعك للضحك مثله، ولا أجمل من الضحك من القلب.

ذات الدم الخفيف

فتاة جزائرية تتميز بخفة الدم أرادت أن تضفي المتعة على الأجواء، ورغبت بإدخال السعادة والفرح على قلوب كل من حولها، كانت لديها صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعية، فقامت بتصوير فيديو أسمته ببرنامج رواد ومشاهير الانترنت، جعلته من مقطع واحد تصف فيه حياتهم كاملة…

شقيقها الوحيد، وله قناته الخاصة أيضا ولديه متابعيه، وقد قالت عنه ما يلي…

متزوج ولديه أطفال صغار، كل هوياته بالحياة تسريح وترتيب شعره، ولديه هواية خاصة بجمع الأمشاط وفرش الشعر، وعلى الدوام يتم نسيانهم بشقة الفتاة (متزوجة في الأساس)، وأكبر مخاوفه بالحياة هي تقصف شعره.

ونظرا لشدة الحر بفصل الصيف بكل البلاد العربية، قرر شقيقها السفر للمصيف، وبكل شغف وفرحة طلبت منه الذهاب معه، وما كان منه إلا أن رد عليها بكل غلظة وفظاظة في القول: “امكثي بجوار زوجكِ دون أن أسمع لكِ أي صوت حتى يأخذ إجازته وبعدها يمكنكما السفر سويا”.

تحكي الفتاة وتقول بمقطعها: “ويشاء السميع العليم بعد كثير من الدعاء والإلحاح أن تلغى سفريته وتخرب كليا، فلم يسافر ولم يذهب لأي مكان”!

عاد إليها بمجرد عودته من سفره بعدما خرب عليه كل شيء وتدمرت مخططاته، ليخبرها قائلا: “حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا غراب البين”!

لم تستطع أن تتفوه بكلمة واحدة، ولكنها كانت تشعر بسعادة غامرة بداخل قلبها.

أنهت حديثها عن شقيقها بقول: “يثق بي ثقة عمياء، تعلمون كثقة الحيوان الذي قدم للذبح في الجزار الماثل أمامه، ولكنه طيب القلب؛ ويسمع لي كل ما أحكيه له ولكنه لا يعرني أثناء حديثي إليه أي اهتمام، ولكنه أيضا طيب القلب، ودائما أندم على الحديث والشكوى إليه حتى وإن كانت إعطاء نصائح أيضا؛ تعلمون شيئا سأتبرى منه في النهاية أنا أعلم ذلك يقينا، ولكنه طيب القلب صدقوني”.

وبعدما أنهت الحديث عن أخيها دخلت على الشخصية التالية، وقد كانت…

زميلها بالجامعة، ولديه قناة خاصة به مثلها، خريج كلية علوم بتقدير مرتفع، ولكنها تحكي عنه وتقول أنه فقد عقله بعدما كان الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة، كان الجميع يلقبه بالفذة، ولكنها تحكي عليه وتقول أنه عقله قد ذهب وأصبح دوما يهذي بكلمات كثيرة جعلت الكثيرون يقلقون عليه.

تحكي آخر المواقف التي تعرضت لها بسببه، فقد اتصل عليها مؤخرا وأخبرها بأنه يرغب في بناء بسين داخل شقته حتى يتدرب ابنه الصغير على السباحة أمام عينيه!

يحكي ويخبرها متحسرا عن المشكلة الوحيدة التي تواجهه، وهي أنه لا يجد منقذ للبسين!

تخبرنا الفتاة قائلة: “والمصيبة أنه لا يمكنني إلا أن أجاريه في حديثه، على الرغم من أن قلبي يعتصر عصرا عليه، فأخبرته بأنني من سيهتم بالبحث عن منقذ ذا خبرة وستلحقه بالوظيفة في أقرب وقت ممكن”.

تذكر موقفاً حدث معها علي يديه حيث أنه كان بها شامتاً ودائم التنمر عليها، في ظل أحداث كورونا أصابتها إنفلونزا ومن بعدها أصابها أيضا سعال، فكان دائم التنمر عليها، إذا خاطبها يتوجب عليه أن يسعل كل لكمة قبل أن يقول الكلمة التي تليها، علاوة على كونه يرتدي الكمامة خصصا لأجلها وخوفا منها، والكحول الذي يشره دوما في الهواء أمامها وعليها.

تحكي شامتة به قائلة: “اللهم لا تجعل في قلوبنا أي شماتة، تذكر جيدا ما حدث معك؟!، أترى صحتي الآن وصحتك كيف أصبحت؟!، أترى كيف كان حالي وكيف أصبح، وما هو حالك الآن؟!

إنه لا يترك مستشفى إلا وذهب إليها يا إخوان!

ولكن قبل أن أنسى ما يجب علي قوله، وابتسمت إنه أيضا مثل أخي طيب القلب مثله تماماً.

وكانت الشخصية الأخيرة التي تحدثت عنها هي شخصية زميلها بالجامعة أيضا، وأيضا مثلهم جميعا لديه قناته الخاصة….

أهم معلومة تقال عنه أنه لا يستيقظ مطلقا، وعدد ساعات عمره بالحياة قليلة ومعدودة للغاية، أعتقد أنه لا يستيقظ من نومه إلا كل ثلاثة أيام مرة واحدة (ومن كثرة الضحك توقفت لبرهة من الزمن ومن ثم عاودت)..

وعندما يستيقظ من نومه بعدما يكرمه الله بذلك، كل ما يفعله يمسك بهاتفه ويعلق على كل من يجده نشطا بالدعوة عليه، وحتى الآن لم نفهم السبب في ذلك بعد، ومن أجل تخفيف الأعباء عنه لأنه لا يستيقظ إلا لساعات قليلة جدا، فرغبنا بمساعدته في الأمر فكونا مجموعة واحدة للتواصل حتى يدخل عليها ويدعو علينا جميعا ولا يكلف نفسه مزيدا من التعب.

ولكن يظل الشيء الوحيد الذي لم نفهمه حتى الآن، لماذا دوما يكون عصبيا ومنزعجا، فلو بحثنا بكل مقاطع الفيديو الخاصة به لن نجد مقطعا واحدا يخلو من السب والشتم على الإطلاق والدعاء على أحدهم.

وحتى أنه عندما قرر كتابة شعر و نثر، كتب قصيدة سب ولعن بين حبيبين كرها الحياة مع بعضهما البعض؛ لديه ألفاظه ومصطلحاته الخاصة والتي دائما تحمل كلمة “نيلة بدري”!

فأصبح كل شيء يضع به جملته الشهيرة، مع العلم أنه من الأساس لا يستيقظ بدري، أراكم ترون التناقض التام في شخصيته.

أتعلمون لا أعلم سبب تحمله علي وسوء معاملته لي حتى يومنا هذا، ولكنه دائما يحمل بقلبه لي شخصيتان، شخصية تظهر عندما يكون متضايقا مني وهذه عادته الدائمة، أما الشخصية الثانية فتظهر عندما يكون يريد شيئا ما مني.

أظهرت مكالمة لها بصوته قامت بتسجيلها له، وقد كان بها: “لا أريد منكِ إلا أن تصمتِ، لقد دمرتني آرائكِ ومقترحاتكِ، اصمتِ من هنا لشهر رمضان، ولا أريد أن تسمعيني صوتكِ بالتحديد”.

أما المكالمة الثانية فقد كانت مختلفة تماما عن الأولى بكل شيء حتى نبرة الصوت: “أختي وحبيبتي أرجو من الله أن تتمتعي بأفضل صحة وأحسن حال، وربنا ينور حياتك كل ما تتمنيه..”

وسألت متابعيها قائلة: “هل سمعتم النفاق بصوته؟!، ولكنه هو أيضا طيب القلب”.

وأنهت حديثها قائلة: “متابعي الأعزاء كانت هذه حلقتكم الأولى والأخيرة من برنامج المشاهير، وأدامني الله في حياتكم لأفضح لكم كل من هو قريب بالنسبة لي أو بعيد”.

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

10 قصص مضحكة باللهجة الجزائرية الدارجة مضحكة للغاية

5 قصص مضحكة قصيرة جزائرية اضحك من قلبك

قصص طويلة مضحكة جزائرية تموت من الضحك

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى