قصص قصيرة

قصة أم الإمام سفيان الثوري من سلسلة حكاية أم بقلم : خالد خلاوي

قصة اليوم قصة جميلة ومؤثرة، قصة جديدة من سلسلة حكاية أم ، واليوم هي قصة أم الإمام سفيان الثوري ننقلها لكم في هذا المقال من خلال موقعنا قصص واقعية بقلم الكاتب خالد خلاوي ونتمني لكم قراءة ممتعة ومفيدة وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .

قصة أم الإمام سفيان الثوري

اقضت الأم يوما طويلا تغزل من الخيوط أقمشة جميلة لتبيعها في اليوم التالي في سوق مدينة الكوفة، وقالت وهي تعد قطع القماش : سيكفي الثمن الذي سأتقاضاه بإذن الله من بيع هذه القطع لشراء الكتب التي يحتاجها ابني سفيان.

وأسندت ظهرها إلى الجدار، ورجعت بها الذاكرة إلى الحوار الذي دار بينها وبين ابنها منذ زمن.. أمي أحب العلم ومجالسة العلماء. . وما يمنعك منه. . ليس لدينا مال يكفي لكي أتفرغ للعلم ولابد أن أعمل، ولقد دعوت الله أن يكفيني ذلك. – يا بني، اطلب العلم، وبإذن الله أكفيك بمغزلي.

ومنذ ذلك اليوم وأم سفيان تعمل بمغزلها، وتقدم لولدها ما يحتاجه من المال والكتب؛ ليتفرغ هو للعلم ويحضر جميع حلقات العلماء في المسجد، وكانت تفرح بولدها كلما رأته تعلم بابا جديدا من العلم، وتنصحه قائلة: ” يا بني، إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك لله وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك ” .

إنها أم عظيمة تعهدت بالتربية والرعاية لابنها وشجعته على طلب العلم حتى صار إماما من أئمة المسلمين وعالما جليلا في علوم الفقه والحديث الشريف، إنه الإمام سفيان ابن سعيد بن مسروق الثوري، ولد سنة ۹۷هـ  في مدينة الكوفة ونشأ بها، وتعلم فيها العلوم الإسلامية، ونبغ في علم الحديث النبوي الشريف حتى حصل على درجة «أمير المؤمنين في الحديث وهي أعلى درجة علمية في هذا العلم، وكان أيضا عالما بالقرآن الكريم وتفسيره، متقنا لقراءته، وظل يعلم العلم ويؤلف فيه الكتب حتى توفي في عام 161 هـ .

مسجد بلال بن رباح

انتهت شهد من تناول الإفطار مع أسرتها، وساعدت أمها في نقل الصحون إلى المطبخ، ثم ذهبت للاستعداد والتجهز لصلاة التراويح. وقالت لأمها : أمي قلت لي اليوم سنذهب إلى مسجد جديد أليس كذلك؟ الأم: بلى يا حبيبتي، هيا أسرعي كي لا نتأخر. وصلت شهد مع أسرتها عند المسجد، ووجدت التنظيم المميز للسيارات وشاهدت المرشدين والمساعدين المخصصين ليدلوا المصلين على أماكن صف السيارات. وجدت شهد نفسها أمام مسجد كبير وجميل، مبناه في غاية الروعة كتب عليه مسجد بلال بن رباح. قالت شهد : بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح؟

الأم: نعم أحسنت يا شهد. . شهد : أمي، المسجد هذا كبيرجدا فهل يعتبر الأكبر في الكويت؟ الأم: لا يا شهد، هذا المسجد يأتي في المرتبة الثانية من حيث المساحة بعد مسجد الدولة الكبير، هل تعلمين أن مساحته 10 آلاف متر مربع؟ شهد : يا إلهي إنها مساحة كبيرة يا أمي.. والمسجد يسع للكثير من المصلين، ولكن في أي منطقة نحن الأن؟ الأم: هذه منطقة الصديق حيث يقع المسجد على الشارع الرئيسي ليسهل وصول المصلين إليه. شهد : كم هو محظوظ من بني هذا المسجد، فكل هذا الجمع الغفير يصلون فيه كل يوم الأم: نعم بارك الله فيه، فهذا المسجد بني على نفقة ولي عهد دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، ويتميز بحسن التنظيم وجهود خاصة لاستقبال المصلين وتوفير كل ما يحتاجونه من سبل الراحة. حفظ الله الكويت وشعبها وأدام عليها نعمة الأمن والأمان وأبقى مساجدها عامرة بذكره وطاعته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى